صحابها فكانت سبب نكبتهم ، ذلكم لأن الجسد الإنساني لا يتأثّر بالمرض إلا إذا كانت فيه قابليّة التأثّر ، وهذا شرط مهمٌّ جداً في موضوعنا هذا ، فذهبت تلك المؤامرات أدراج الرياح وتكسّرت على صخرة الإسلام العظيم كما تتكسّر أمواج البحر ثم تزول ، لكنّ الأشد خطراً تلك المشكلات التي تعاني منها أمتنا .
وتتلخّص في ثلاث مشكلات كبرى :
ــــــــــــــــــــــــــ
الأولى : التعصب الأعمى للشخص وللمذهب من غير موضوعيّةٍ ولا إدراك ، وما ينتج عن هذا التعصّب من الويلات .
الثانية : الجهل بالآخر جهلاً مُشيناً يرجع إلى حقدٍ من أولئك الغلاة الذين لم يفقهوا السيرة النبوية العطرة ، ولا أبجدية الإسلام المتمثلة في آل البيت الأطهار والأصحاب الأبرار الذين كانوا ولا زالوا ينابيع الحب الطهور
المشكلة الثالثة : تكمن في خطر النفس فيصبح المرء يدافع عن ذاته ورأيه وعقله ، لا عن دينه ، وهذا هو الهوى المتَّبع الذي ذمّه سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وأصحابه .
وعلاجه يكمن في الإخلاص وسر الإخلاص وهو من أعمال القلوب ، ويحتاج ذلك إلى سلوك على يد الربانيّين من العلماء .
أما بعد ؛
فأستطيع أن أوجز هذا كلَّه بكلمة واحدة ألا وهي الربّانيّة ، كما قال تعالى : { كونوا ربّانيين } وهو ما كان عليه رسول الله صلوات الله عليه وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار والقرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان .
وأختم هذا كلّه بقول الله عزّ وجلّ في التنـزيل :
{ محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً } الفتح (29)
ــــــــــــــــــــــــــ
من محاضرة للإمام الأستاذ الدكتورمحمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
في أحد المراكز الثقافية في دمشق / 19 / 4 / 2008م
Tidak ada komentar:
Posting Komentar