Kamis, 13 Juni 2013

Bani Israil

التفسير :
[ يا بني إسرائيل ] أي يا أولاد النبي الصالح يعقوب
[ اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ] اذكروا ما أنعمت به عليكم وعلى أبائكم من نعم لا تعد ولا تحصى
[ وأوفوا بعهدي ] أي أدوا ما عاهدتموني عليه من الإيمان والطاعة
[ أوف بعهدكم ] بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب
[ وإياي فارهبون ] أي اخشوني دون غيري
[ وآمنوا بما أنزلت ] من القرآن العظيم
[ مصدقا لما معكم ] أي من التوراة فى أمور التوحيد والنبوة
[ ولا تكونوا أول كافر به ] أي أول من كفر من أهل الكتاب ، فحقكم أن تكونوا أول من آمن ، وأول المسارعين إلى الإيمان
[ ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا ] أي لا تستبدلوا بآياتي البينات التي أنزلتها عليكم حطام الدنيا الفانية
[ وإياي فاتقون ] أي خافون دون غيرى
[ ولا تلبسوا الحق بالباطل ] أي لا تخلطوا الحق المنزل من الله ، بالباطل الذي تخترعونه ، ولا تحرفوا ما فى التوراة بالبهتان الذي تفترونه
[ وتكتمون الحق ] أي ولا تخفوا ما فى كتابكم من أوصاف محمد (ص)
[ وأنتم تعلمون ] أنه حق أو حال كونكم عالمين بضرر الكتمان
[ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ] أي أدوا ما وجب عليكم من الصلاة والزكاة ، وصلوا مع المصلين بالجماعة ، وفي زمرة أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام.
البلاغة :
أولا : فى إضافة النعمة إليه سبحانه [ نعمتي ] إشارة إلى عظم قدرها ، وسعة برها ، وحسن موقعها ، لأن الإضافة تفيد التشريف كقوله : [ بيت الله ] و[ ناقة الله ] .
ثانيا : قوله [ ولا تشتروا بآياتي ] الشراء هنا على سبيل الاستعارة كما تقدم في قوله : [ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ] .
ثالثا : تكرير الحق فى قوله : [ تلبسوا الحق ] وقوله : [ وتكتموا الحق ] لزيادة تقبيح المنهي عنه ، إذ في التصريح ما ليس فى الضمير من التأكيد ، ويسمى هذا (بالإطناب) ، وهو من المحسنات البديعية.
رابعا : قوله : [ واركعوا مع الراكعين ] هو من باب تسمية الكل باسم الجزء أى صلوا مع المصلين ، اطلق الركوع وأراد به الصلاة ففيه مجاز مرسل.
خامسا : [ وإياي فارهبون ] و[ إياي فاتقون ] تقديم الضمير يفيد الاختصاص.
فائدة :
قال بعض العارفين : عبيد النعم كثيرون ، وعبيد المنعم قليلون ، فالله تعالى ذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم ، حتى يعرفوا نعمة المنعم فقال : [ اذكروا نعمتي ] وأما أمة محمد (ص) فقد ذكرهم بالمنعم فقال : [ فاذكروني أذكركم ] ليتعرفوا من المنعم على النعمة ، وشتان بين الأمرين!!.
قال الله تعالى : [ أتأمرون الناس بالبر.. إلى .. ولا هم ينصرون ] من آية (44) إلى نهاية آية (48).
اللغة :
[ بالبر ] البر : عمل الخير والمعروف ، ومنه البر والبرية للسعة ، وهو اسم جامع لأعمال الخير ، ومنه بر الوالدين وهو طاعتهما وفي الحديث " البر لا يبلى والذنب لا ينسى "
[ وتنسون ] : تتركون والنسيان يأتي بمعنى الترك كقوله تعالى [ نسو الله فنسيهم ] وهو المراد هنا ، ويأتي بمعنى ذهاب الشيء من الذاكرة كقوله : [ فنسي ولم نجد له عزما ]
[ تتلون ] : تقرءون وتدرسون
[ الخاشعين ] الخاشع : المتواضع وأصله من الاستكانة والذل ، قال الزجاج ، الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه ، وخشعت الأصوات : سكنت
[ يظنون ] الظن هنا بمعنى اليقين لا الشك ، وهو من الأضداد ، قال أبو عبيدة : العرب تقول لليقين ظن ، وللشك ظن وقد كثر استعمال الظن بمعنى اليقين ومنه [ إنى ظننت أنى ملاق حسابيه ] [ فظنوا أنهم مواقعوها ] ، أي أيقنوا وتحققوا من دخول الجحيم.
[ شفاعة ] الشفاعة مأخوذة من الشفع ضد الوتر ، وهي ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك ، ولهذا سميت شفاعة ، فهي إذا إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع
[ عدل ] بفتح العين فداء ، وبكسرها معناه : المثل ، يقال : عدل وعديل للذي يماثلك.
المناسبة :
لا تزال الآيات تتحدث عن بني إسرائيل ، وفي هذه الآيات ذم وتوبيخ لهم على سوء صنيعهم ، حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ، ويدعون الناس إلى الهدى والرشاد ولا يتبعونه.
سبب النزول :
نزلت هذه الآية في بعض علماء اليهود ، كانوا يقولون لأقربائهم الذين أسلموا : اثبتوا على دين محمد فإنه حق ، فكانوا يأمرون الناس بالإيمان ولا يفعلونه.
التفسير :
يخاطب الله أحبار اليهود فيقول لهم على سبيل التقريع والتوبيخ [ أتأمرون الناس بالبر ] أي أتدعون الناس إلى الخير ، وإلى الإيمان بمحمد (ص)
[ وتنسون أنفسكم ] أي تتركونها فلا تؤمنون ولا تفعلون الخير
[ وأنتم تتلون الكتاب ] أي حال كونكم تقرءون التوراة ، وفيها صفة ونعت محمد عليه الصلاة والسلام
[ أفلا تعقلون ] أي أفلا تفطنون وتفقهون أن ذلك قبيح ؟ فترجعون عنه ؟! ثم بين لهم تعالى طريق التغلب على الأهواء والشهوات ، والتخلص من حب الرياسة وسلطان المال فقال :
[ واستعينوا ] أي اطلبوا المعونة على أموركم كلها
[ بالصبر والصلاة ] أي بتحمل ما يشق على النفس من تكاليف شرعية ، وبالصلاة التى هي عماد الدين
[ وإنها ] أي الصلاة
[ لكبيرة ] أي شاقة وثقيلة
[ إلا على الخاشعين ] أي المتواضعين المستكينين ، الخاضعين لأمر الله ، الذين صفت نفوسهم لله
[ الذين يظنون ] أي يعتقدون اعتقادا جازما لا يخالطه شك
[ أنهم ملاقوا ربهم ] أي سيلقون ربهم يوم البعث فيحاسبهم على أعمالهم
[ وأنهم إليه راجعون ] أي معادهم إليه يوم الدين !! ثم ذكرهم تعالى بنعمه وآلائه العديدة مرة أخرى فقال :
[ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ] بالشكر عليها بطاعتي
[ وأني فضلتكم ] أي فضلت آباءكم
[ على العالمين ] أي عالمي زمانهم ، بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وجعلهم سادة وملوكاً ، وتفضيل الآباء شرف للأبناء
[ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ] أي خافوا ذلك اليوم الرهيب ، الذي لا تقضي نفس عن أخرى شيئا من الحقوق



Tidak ada komentar:

Posting Komentar