Senin, 29 Juli 2013

كلمة الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني



كلمة الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
خادم العلم الشريف بدمشق الشام

بسم الله الرحمن الرحيم 
مقدمة البحث
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونتوب إليه من شرور أنفسنا  ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،           وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيّدنا محمداً عبده        ورسوله .
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه .
اللهم إني أبرأُ إليك من علمي وعملي وحالي وقالي وقوتي إلى حولك        وقوتك ، بك أصول وبك أجول ، اللهم ارزقني إخلاصاً يخالط قلبي ويقيناًُ يمازج بصيرتي ، وأسألك من العلم ما نفع ومن القبول ما تسبغه على العمل حتى ترضاه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
معالي السيد معاون وزير الثقافة في الجمهورية العربية السورية الأستاذ الدكتور رياض نعسان آغا يحفظه الله الأستاذ الدكتور محمد تركي السيد الموقّر .
سعادة الدكتور عصام عباس رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان .
أصحاب السماحة والسيادة المشاركين في هذا المؤتمر الكريم مهرجان النجمة المحمدية الثقافي الوَلائي السابع عشر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛
( 1 )
فعلى مائدة آل بيت النبوة الأشراف رضي الله عنهم وأرضاهم , وفي ألق  ثقافة أهل البيت ، وفي دمشق العروبة والإسلام عاصمة الثقافة العربية ، وبمناسبة مرِّ الذكرى العطرة لميلاد سيدة البيت المحمدي السيدة زينب رضوان الله عليها ؛ احْلَوْلَى للإخوة الأعزاء أسرة النجمة المحمدية في مهرجانها السنوي السابع عشر        أن ينعقد هذا النديُّ الكريم ليجدد العهد بيننا وبين البيت المحمدي الكريم           وعلى رأسه سيدتنا زينب رضوان الله عليها وذلك في هذه الأمسية الكريمة وفي هذا المكان الطاهر .
ونحن إذ نشرف بالجلوس على مائدة بيت النبوة ليحدونا الأمل في أن تكون هذه السفرةُ الشريفةُ جامعةً للشرفاء من أهل الحلّ والعقد في دمشق العروبة والإسلام ، وإنه لمن يُمن الطالع وحُسن صنيع الله بعباده أن يوافق هذا المهرجان الإسلامي الكبير اختياراً محموداً وموفّقاً من أهل الحل والعقد في بلاد الشام         في أن تكون دمشق لهذا العام عاصمة الثقافة العربية والإسلامية , فالعروبة جسد روحه الإسلام , وإذا ضممنا إلى ذلك كلِّه ضميمةً موفقةً ومباركةً نكون قد وفّينا الحقّ أهله , وكنا من الأوفياء لوطنهم وأمتهم في زمن عزَّ فيه الوفاء , ذلكم        أن يوافق ذلك خواتيم الربيعين الأكرمين لميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم ، وهل هنالك أكرم لدينا من ذكرى ميلاد الحبيب الأعظم  صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ؛ فهي عيد الأعياد وأكرم بالربيعين الأنورين عيداً للأمة العربية والإسلامية ، وكما قال الشاعر العربي :
المسلمون ثلاثة أعيادهم

 

الفطر والأضحى وعيد المولد

 
فآل البيت الأطهار ، والصحابة الأخيار ، ودمشق العروبة والإسلام ، وذكرى ميلاد سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ؛ كلُّ أولئك منظومةٌ رفيعةُ المستوى من القيم ينضمُّ بعضُها إلى بعضٍ لتكون             في مجموعها ياسمينَ دمشقَ المتألّق , وما أحلى ياسمين دمشق إذا تعرّش بعضُه على بعض ليُضحي تاجاً على مفرق الزمن , فمن دمشق انداحت الفتوحات الإسلامية في أصقاع الأرض , وفي رساتيق دمشق اختارت سيدتنا زينب رضوان الله عليها الإقامةَ واختار الله لها ذلك فشرُفت دمشقُ وبلادُ الشام بموطئ قدمك الشريفة          يا سيدة البيت المحمدي العظيم .
( 2 )
السادةَ الأشراف من آل بيت النبوة ؛
السادةَ العلماء , السادةَ الوجهاء , أيها الندي الكريم ؛
لا يفوتنا ونحن نحتفي بهذا الشرف الكبير أن نكون على ذُكْرٍ من قضايا أمتنا ­الكبرى , وعلى رأس هذه القضايا وحدةُ الأمة بوحدةِ المنهج ووحدةِ الآمال والآلام ووحدةِ المصير ؛ فأمتنا العربية الإسلامية اليوم مهددةٌ أكثرَ من كل وقت مضى بخطرين جسيمين ؛ خطر خارجي ، وخطر داخلي ؛
فالخارجي ما تعلمون ويعلم الناس كلهم من تكالب الأمم علينا نحن المسلمين وتداعيهم علينا تداعيَ الأكلة إلى قصعتها كما ورد في الحديث النبوي الشريف :
(( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . . . )) إلى آخر الحديث كما في (سنن أبي داوود ) وغيره . . .
فنحن كثير قليل ، ويوشك أن نكون كمّاً من الأصفار مهملاً في الأعمِّ الأغلب ، فهل كان سيدنا رسول الله وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار - هل كانوا على هذه الشاكلة ؟!
أم هل استسلموا لملذات الحياة الدنيا وبلهنيتها ؟!
أم هل كانوا متفرقين لا يجمعهم جامع ؟!
أم هل ذهبوا في تقدبس الدنيا كلَّ مذهب ونسوا الله ورسوله                   والدار الآخرة ؟! فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم أن يكونوا يداً واحدة على الحق        عند حسن ظنِّ الله بهم ؟!
أسئلة تدور في الذهن تحتاج إلى جواب ، وما من جواب , جراح بعضها  على بعض ، وأنا أعلم هذه الجراح ؛ إنها جراحنا جميعاً ، وهل هنالك أقسى          على النفس من جراح الأهل والعشيرة ؟!.
لو بغير الماء حلقي شرقٌ

 

كنت كالغصّان بالماء اعتصاري

 
أم هل هنالك أقسى من أن تفترق هذه الأمة الماجدة الرائدة حتى بات             - في الأعمِّ الأغلب - آخرُها يلعنُ أولَّها ؟!.


أيها الناس ؛
إنه لم تبق لنا أي هيبة لدى أعدائنا ولا وزن عند أصدقائنا . . .                 وعلامَ هذا كلّه ؟!
ألا يسعنا ما وسع آل بيت النبوة المكرمين والصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم الذين كانوا أسرةً واحدةً وعيبةً مكفوفةً ويداً واحدةً على عدوهم ، كما ورد في الحديث النبوي الشريف :
(( المؤمنون تتكافأ دماؤهم , ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم )) أخرجه الإمام أحمد في ( مسنده ) .
أليس لنا في الصحابيّين الجليلين سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم وجهه وسيدنا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قدوةٌ حسنةٌ ؟!
حيث ثبت أنه تزوج من سيدتنا أم كلثوم البضعة النبوية المكرمة ، برضا أبيها ومباركته .
أليس في ذلك درس بليغ لهذه الأمة بما كان بين الآل والصحابة رضوان الله عليهم من الحب والتكريم من بعضهم لبعض ؟!
ألا يصدق فيهم قول الله تعالى :
{مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء }]الفتح:29[ ؟! .
( 3 )
أيها الإخوة الأحبة والصحب ؛
إنّ أيّ خطر خارجي على هذه الأمة لا يؤثِّر عليها أبداً إذا كانت صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضاً ، وهذا ما أثبتته التجارب والأيام ، والتاريخ أمامنا شاهد على ذلك ، فما حارب المسلمون قطُّ أعداءَهم في زمن ازدهار الحضارة الإسلامية إلا كانوا أقل من أعدائهم عدداً وعدةً ، ولكن كانوا أمةً واحدةً ، ذات قرار واحد ، مجتمعين على عدوهم ، فأدال الله لهم من أعدائهم ، وانتصروا عليهم ، وأذل الله طواغيت الأرض :
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ]الأنبياء:18[ .
أيها الإخوة الأعزاء ؛
أليس من المضحك المبكي معاً أن تفرِّقنا المذاهب والأهواء ؟! فيكفِّرَ بعضُنا بعضاً ويضلِّلَ بعضُنا بعضاً لأتفه الأسباب , وذئاب الأرض من وراء البحار تنتظرنا لينقضّوا علينا أكلة رأس ؟!
أليس من المضحك المخزي أن يُشتم أقدس إنسان في هذا الوجود ؟!  ويُتنقصَ من آله وأصحابه معاً من قبل أعداء الإسلام ؛ من أذناب الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية الذين يُبيّتون لنا من وراء البحار استكباراً عالمياً شرساً ، ما سبق مثله في التاريخ ، ولا نزال مختلفين فيما بيننا : أتجوز صلاة الحنفيّ وراء الشافعي ؟ ! والشافعي وراء المالكي والحنبلي ؟! أم هل تجوز إمامة الجعفري ؟! والتزاوج بين أتباع المذاهب ؟!!
أيها الناس ؛
إنه يوم يجتاح هذه الأمة أعداؤها لا يسألون أحداً عن مذهبه ولا عقيدته ، ولن تبقى بعد ذلك عمَّةٌ بيضاء ولا عمَّةٌ سوداء .
أيها الناس ؛
ألم يأنِ لعقلاء هذه الأمة ومفكرّيها أن يجعلوا من تعدد المذاهب الإسلامية تعدّد تنوّع لا تعدّد تضادّ ، كما فهم ذلك سلف هذه الأمة من القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة من أمثال الأئمّة العظام ؛ أبي حنيفة ، والشافعي ، ومالك ، وأحمد ، وجعفر الصادق ، ومحمد الباقر ، ومحمد ابن الحنفية ، وغيرهم . . .  أولئك الذين بَنَوا لنا مجتمعين أمجادَ هذا الدين ، وبلّغوا رسالة الله إلى العالمين ، رضوان الله عليهم أجمعين .
( 4 )
أيها الندي الكريم ؛
إن الله تعالى لم يخلق العقول متماثلةً فلا بد من الاختلاف ولكن اختلافَ الأشراف ؛ يختلفون في الدليل والبرهان ، ويحملون الناس على أحسن المحامل ، ويظنون بأنفسهم وبالمؤمنين الظنّ الحسن ، فسيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أمير المؤمنين قال : ( والله ما أحب أن تتّفق كلمة علماء أمة سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله وصحبه على قول واحد في مسألة فيصيرَ في الناس حرجٌ ، فلو أخذ كلٌّ بقولٍ كان سنة ) .
فإذا أدركنا حقيقة كلامه ، واجتمعنا فيما اتفقنا عليه ، وعذر بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؛ رجعنا كما كنا يوم كان العالم الإسلامي كلُّه يصوم في يوم واحد ويفطر في يوم واحد تحت راية إسلامية محمدية واحدة ،{ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ } ]من سورة الروم:الآية 4-5[.
( 5 )
أيها السادة الأحبة ؛
تعوّد كثير من المسلمين أن يجعلوا الكلام بديلاً عن العمل ؛ فيكتفوا من محبة آل البيت بمجرد تعظيمهم والترضّي عنهم ، ويكتفوا من الانتساب إليهم بإقامة الحفلات الدينية المتعارف عليها عندهم ، وهذا أمرٌ إذا خلا من منكرٍ مشروعٌ        في حدّ ذاته ، ولكن هو المدخل وليس المقصودَ من محبة الآل ولا الصحابة ،            إنما المقصود هو دراسة حياتهم وتقفّي آثارهم للاقتداء بهم ، فنحن المسلمين نفترق عن غيرنا بأن ديننا ليس فيه طقوس أبداً في جميع مذاهبه ولله الحمد ، وإنما كلّه علمٌ وفكرٌ وذكرٌ وأخلاقٌ واقتداءٌ ، فبهذه المفاهيم الموضوعية نستطيع أن نتخلص          من المذهبية الضيقة إلى آفاق العلم الصحيح والفهم الصحيح والحضارة الحق ، ونبرهن للعالم أن هذا الدين هو خاتمة الرسالات السماوية وأشرفها وأكملها ؛
(( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله         إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون :  هلاّ وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )) متفق عليه .
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
إن العالم اليوم مَرْكَبٌ في طريقه إلى الغرق , يبحث عمن ينقذه مما جنت  عليه أيدي الناس ، والمنقذ هو الإسلام المحمدي , ونحن المكلّفون بإنقاذ هذا العالَم  بما حبانا الله من دينٍ قويمٍ وشريعةٍ متكاملة ومنهجٍ وسط , والعالم اليوم يئن           تحت كابوس الاستكبار العالمي , فإذا لم نوحد كلمتنا على الحق ونصدر عن قولٍ جميعٍ نقدِّمه للناس على أنه هو الفقه الحضاري المنقذ لهم من ويلات المادية الطاغية والجاهليات الظالمة الآثمة - إذا لم نفعل ذلك فلن تبق الشعوب والأمم بلا قائد       وبلا إمام ، بل ربما نهد لهذا الأمر شعوب أخرى بالإسلام ، بل إني أرى أن المرشح لقيادة العالم بعد قليلٍ من انهيار القوى العظمى الراهنة هي القارّةُ الإفريقيةُ كلُّها ، ولست بنبي ولا رسول وإنما هي فراسة المؤمن ينظر بنور الله , وسيقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشخصه على أبواب المستضعفين في الأرض في إفريقيا السوداء يسألهم لقمة العيش ، فإن لم يكن فخلفاؤه ، حيث ينقلب البيت الأبيض أسوداً بأيدي أصحابه ، {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }]القصص:5[ .
أيها الشرفاء في كل مكان اجتمعوا واتّحدوا , وإذا صرخ أحدهم يوماً :       ( يا عمال العالم اتحدوا ) فأوجد دولة زائلة زائفة .
فإني أقول : يا شرفاء العالم اتّحدوا . . .
( 6 )
هذا غيضٌ من فيض ، وقُلٌّ من كُثْر ، من بركات آل بيت النبوة علينا - رضوان الله عليهم وسلامه وبركاته ، فلقد كانوا - واللهِ - مع الأصحاب القدوةَ الحسنةَ لهذه الأمة كما ربّاهم سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فمتى يقتدي الخلف بالسلف وتتوحّد كلمة الأمة المحمديّة فترجع لها أمجادها وانتصاراتها ، وترجعَ مآذن الأندلس إلى أذانها ، ومآذن الهند المسلمة ، ومآذن تركيا المؤمنة ، ويرجعَ الأذان إلى بيت المقدس الشريف ؟!
( 7 )
سيدي رسولَ الله صلى الله عليك وعلى آل بيتك وأصحابك ؛
هذه جراحنا ؛ آمالنا وآلامنا بين يديك ، فاستغفر لنا عند ربك ، وسلِ الله  لنا وحدةً عربية إسلامية باذخةً ودولةً للحق قائمةً على العدل والإحسان تتّحد            بها القلوب وتتعاقد بها الخناصر .
سيدي حبيب رب العالمين ؛
نسألك بآل بيتك الأطهار وصحابتك الأبرار أن تجعل من هذه الأمة الممزَّقة خيرَ أمة أُخرجت للناس ؛ بيدها لواء زعامةِ العالَم وهدايةِ البشر ؛ من عبادة البشر إلى عبادة الله لا شريك له .
( 8 )
أما بعد ؛
أيها النديّ الكريم ؛
إن هذه المناسبات الطيبةَ الكريمةَ سواءٌُ أكانت في مدرسة الآل أم مدرسة الأصحاب - وكلتاهما مدرسة واحدة  إمامها سيدنا ومولانا محمد صلوات الله       عليه وآله وصحبه وسلم في منظور الفقه الحضاري الذي يعتمد الربانية والوسطية ، أقول : إن هذه المناسبات الكريمة لتُحيي في قلوب المؤمنين عَبَق الإيمان وتنشر عبيره وياسمينه على من أكرمه الله بمعرفة قيمته على أن يلتزم أصحابها بمنهج : {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بينهم}]الفتح:29.
وهو المنهج الوسط الأعدل الذي قام عليه أمر هذا الدين ، وتلك والله هي التجارة الرابحة .
( الخاتمة )
هذا ، ولعلّ خير ما يُتوّج به الكلام في هذا المقام أن نذكر المحسن بإحسانه ، وأن نشكر بعد الله عزّ وجلّ لمن أحرق شبابه لينير لأمته دروب النصر ؛
فيا أيها الرئيس المفدّى الدكتور بشاراً الأسد - يحفظك الله ؛
تحيّةً نرفعها إليك - ونحن أُمتك - نرفع بك رؤوسنا عالية الجبين ، فقد وقفت وقفةَ عزٍّ وكبرياء أمام الهجمة الصهيونية الشرسة المتآمرة مع أعداء الإسلام ، فاحتضنت بقلبك الكبير إخوتك المجاهدين الشرفاء في المقاومة الفلسطينية ،        وفي لبنان الشقيق ، وفي كلّ مكان توجد فيه العروبة والإسلام .
فنضَّر الله جبينك ، وجعل رايتك هي العليا ، ورايتهم هي السفلى ، والله عزيز حكيم .
وفي مسك الختام وختام المسك لا يسعُني إلا أن أتلوَ على مسامعكم            قول الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{11} يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{12} وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{13} ]من سورة الصف[ .
أشكر للدكتور عصام عباس رئيس اللجنة المنظمة حُسن رعايته واهتمامه .
كما أشكر للأخ الذي قدمني إليكم بما أسأل الله أن أكون أهلاً له .
وأشكر لكم حُسن إصغائكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



 

Tidak ada komentar:

Posting Komentar