الوعظ
المادح......................
لقد أفلست الدراسات التقليدية الـمَبْنيةُ على النصوص المكررة الجامدة الْميتة من كلام الواعظين ، بل إن مدرسة الوعظ قد أفلست ، فما الواعظ لديهم بخير ممن وعظ ، بل كلهم في البلاء سواء ، إذْ لسنا في أزمة كتب وأوراق ، بل في أزمة قلوب وأذواق ،
فالوعظ صنفان ؛ وعظٌ نابع من النفس الشامخة الأَمَّارة يكتنفه استعلاء وكبر وخُيلاء ، وهو الوعظ المنبوذ الضائع ، الغرضُ منه إثبات الذات فحسب ، وهو وعظ علماء الدنيا وهو حجة الله على ابن آدم ،
ووعظ صادر عن نفس مطمئنة وهو المراد بكلمة (التذكير) التي جاءت في كتاب الله عز وجل مرات ومرات في معرض الحث عليه قال جل شأنه : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } وهو الوعظ المادح ، بينما الأول وعظ قادح ، وعلامتُه التواضع وخفض الجناح لمن نعظهم قال جل شأنه : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
ومصدره العلم النافع وهو علم القلوب والأرواح والأسرار في معارج السالكين من {إِيَّاكَ نَعْبُدُ }إلى{إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
.....................عليه رحمات الله ورضوانه .
لقد أفلست الدراسات التقليدية الـمَبْنيةُ على النصوص المكررة الجامدة الْميتة من كلام الواعظين ، بل إن مدرسة الوعظ قد أفلست ، فما الواعظ لديهم بخير ممن وعظ ، بل كلهم في البلاء سواء ، إذْ لسنا في أزمة كتب وأوراق ، بل في أزمة قلوب وأذواق ،
فالوعظ صنفان ؛ وعظٌ نابع من النفس الشامخة الأَمَّارة يكتنفه استعلاء وكبر وخُيلاء ، وهو الوعظ المنبوذ الضائع ، الغرضُ منه إثبات الذات فحسب ، وهو وعظ علماء الدنيا وهو حجة الله على ابن آدم ،
ووعظ صادر عن نفس مطمئنة وهو المراد بكلمة (التذكير) التي جاءت في كتاب الله عز وجل مرات ومرات في معرض الحث عليه قال جل شأنه : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } وهو الوعظ المادح ، بينما الأول وعظ قادح ، وعلامتُه التواضع وخفض الجناح لمن نعظهم قال جل شأنه : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
ومصدره العلم النافع وهو علم القلوب والأرواح والأسرار في معارج السالكين من {إِيَّاكَ نَعْبُدُ }إلى{إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
.....................عليه رحمات الله ورضوانه .
.الداعية إلى الله وصفاته .................
......................................(1)...............................
لا شك أن شخصية الداعي لها الأثر الأكبر في الاستجابة ، فهو الذي ينفذ إلى نفوسهم فيقربها ، ولقد قال الله تعالى : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } ، وإنه يجب أن يتحلى بالصفات الآتية :
أولاً) ـ يجب أن يكون ذا نية حسنة يحتسبها لا يدعو رجاء أجر أو مال أو جاه ، إنما يدعو رجاء ماعند الله لأنه يقوم مقام النبيين في الدعوة إلى ربهم ، والاتجاه إلى الناس بقلب سليم ، لا يطلب إلا ماعند الله تعالى ، وإن مافي القلب يصل إلى القلب .
يروى أن رجلاً قال للحسن البصري كلاماً حسناً ، فقال له الحسن : (إما أن يكون بنا عيب أو بك ، إنا لم يؤثر فينا قولك ؛ إن ماكان من القلب يصل إلى القلب) إنه يتقدم الداعي إلى الدعوة مؤمناً بوجوبها ، ومتسامياً بها ، لأنها عمل النبي صلى الله عليه وسلم .
وثانياً) ـ يجب أن يكون على دربة في البيان ، ومعرفة وجوه القول ، ولا يشترط أن يكون خطيباً بل يكتفى بأن يعرف كيف يخاطب الناس ، ويأتي بهم من قبل ما يدخل إلى نفوسهم ، يأتيهم من قبل ما يألفون ، فإن كانوا لا يألفون الدعوة الإسلامية يحاول أن يأتيهم مما يقاربها ولا ينافرها ، ورضي الله عن سيدنا علي كرم الله وجهه إذ يقول : (إن للقلوب شهوات وإقبالاً وإدباراً ، فأتوها من قبل شهواتها وإقبالها ، فإن القلب إذا أكره عمي) .
وثالثاً) ــ أن يكون شخصية نافذة لا تقتحمها الأعين ، وتزدريها النفوس ، وألا يكون معيباً بعيب نفسي أو خلقي ، وأن يكون معروفاً بكمال الخلق ، وفيه كمال سمت ، يتكلم في موضع القول ، ويصمت في موضع الصمت ، ويكون صمته حكماً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
................عليه سحائب رحمات الله ورضوانه .............
......................................(1)...............................
لا شك أن شخصية الداعي لها الأثر الأكبر في الاستجابة ، فهو الذي ينفذ إلى نفوسهم فيقربها ، ولقد قال الله تعالى : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } ، وإنه يجب أن يتحلى بالصفات الآتية :
أولاً) ـ يجب أن يكون ذا نية حسنة يحتسبها لا يدعو رجاء أجر أو مال أو جاه ، إنما يدعو رجاء ماعند الله لأنه يقوم مقام النبيين في الدعوة إلى ربهم ، والاتجاه إلى الناس بقلب سليم ، لا يطلب إلا ماعند الله تعالى ، وإن مافي القلب يصل إلى القلب .
يروى أن رجلاً قال للحسن البصري كلاماً حسناً ، فقال له الحسن : (إما أن يكون بنا عيب أو بك ، إنا لم يؤثر فينا قولك ؛ إن ماكان من القلب يصل إلى القلب) إنه يتقدم الداعي إلى الدعوة مؤمناً بوجوبها ، ومتسامياً بها ، لأنها عمل النبي صلى الله عليه وسلم .
وثانياً) ـ يجب أن يكون على دربة في البيان ، ومعرفة وجوه القول ، ولا يشترط أن يكون خطيباً بل يكتفى بأن يعرف كيف يخاطب الناس ، ويأتي بهم من قبل ما يدخل إلى نفوسهم ، يأتيهم من قبل ما يألفون ، فإن كانوا لا يألفون الدعوة الإسلامية يحاول أن يأتيهم مما يقاربها ولا ينافرها ، ورضي الله عن سيدنا علي كرم الله وجهه إذ يقول : (إن للقلوب شهوات وإقبالاً وإدباراً ، فأتوها من قبل شهواتها وإقبالها ، فإن القلب إذا أكره عمي) .
وثالثاً) ــ أن يكون شخصية نافذة لا تقتحمها الأعين ، وتزدريها النفوس ، وألا يكون معيباً بعيب نفسي أو خلقي ، وأن يكون معروفاً بكمال الخلق ، وفيه كمال سمت ، يتكلم في موضع القول ، ويصمت في موضع الصمت ، ويكون صمته حكماً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
................عليه سحائب رحمات الله ورضوانه .............
Tidak ada komentar:
Posting Komentar