حقيقة التصوف في
الإسلام وأول من سمي بالصوفي
فالإسلام طاعة وعبادة،
والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: "أن تعبد الله كأنك
تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"...
["الانتصار
لطريق الصوفية" ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري].
أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي
المتوفى سنة خمسين ومئة) ["الانتصار لطريق الصوفية" للمحدث الغماري ص17
ـ 18].
أهمية
التصوف
إن التكاليف الشرعية التي
أُمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين: أحكام تتعلق بالأعمال الظاهرة،
وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه،
وأعمال تتعلق بقلبه.
فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواهٍ ؛
فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج... وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى
والسرقة وشرب الخمر...
وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهٍ
؛ أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله... وكالإخلاص والرضا والصدق
والخشوع والتوكل... وأما النواهي: فكالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور
والحقد والحسد. وهذا القسم الثاني المتعلق بالقلب أهم من القسم الأول عند الشارع ـ
وإن كان الكل مُهمَّاً ـ لأن الباطن أساس الظاهر ومصدره، وأعماله مبدأ أعمال
الظاهر، ففي فساده إخلال بقيمة الأعمال الظاهرة، وفي ذلك قال تعالى:
{فمَنْ كان يرجو
لقاءَ ربِّه فلْيعملْ عملاً صالحاً ولا يُشرِكْ بعبادة ربِّه أحداً}
[الكهف: 110].
قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه
الله: (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال
الغزالي: إنها فرض عين) ["الأشباه والنظائر" للسيوطي ص504].
ويقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين
في حاشيته الشهيرة: (إن علمَ الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرضُ عين، ومثلها
غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع
والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة
والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من "الإحياء".
قال فيه: ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجاً إليه.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar