Rabu, 02 Juli 2014

من كلام الإمام المجدد



مشكلات تعـــــــــــانــــــــــي منهــــــــا الأمــــــــــة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن كلّ المؤامرات الخبيثة التي وجّهها المشركون والمنافقون معاً إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإلى دينه لم تضرَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ولا آل بيته الأطهار ، ولا أصحابه الأبرار ، بل رجعت على أصحابها فكانت سبب نكبتهم ، ذلكم لأن الجسد الإنساني لا يتأثّر بالمرض إلا إذا كانت فيه قابليّة التأثّر ، وهذا شرط مهمٌّ جداً في موضوعنا هذا ، فذهبت تلك المؤامرات أدراج الرياح وتكسّرت على صخرة الإسلام العظيم كما تتكسّر أمواج البحر ثم تزول ، لكنّ الأشد خطراً تلك المشكلات التي تعاني منها أمتنا .

وتتلخّص في ثلاث مشكلات كبرى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأولى : التعصب الأعمى للشخص وللمذهب من غير موضوعيّةٍ ولا إدراك ، وما ينتج عن هذا التعصّب من الويلات .

الثانية : الجهل بالآخر جهلاً مُشيناً يرجع إلى حقدٍ من أولئك الغلاة الذين لم يفقهوا السيرة النبوية العطرة ، ولا أبجدية الإسلام المتمثلة في آل البيت الأطهار والأصحاب الأبرار الذين كانوا ولا زالوا ينابيع الحب الطهور

المشكلة الثالثة : تكمن في خطر النفس فيصبح المرء يدافع عن ذاته ورأيه وعقله ، لا عن دينه ، وهذا هو الهوى المتَّبع الذي ذمّه سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وأصحابه .

وعلاجه يكمن في الإخلاص وسر الإخلاص وهو من أعمال القلوب ، ويحتاج ذلك إلى سلوك على يد الربانيّين من العلماء .
أما بعد ؛
فأستطيع أن أوجز هذا كلَّه بكلمة واحدة ألا وهي الربّانيّة ، كما قال تعالى : { كونوا ربّانيين } وهو ما كان عليه رسول الله صلوات الله عليه وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار والقرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان .

وأختم هذا كلّه بقول الله عزّ وجلّ في التنـزيل :
{ محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً } الفتح (29)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من محاضرة للإمام الأستاذ الدكتورمحمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
في أحد المراكز الثقافية في دمشق / 19 / 4 / 2008م

الحاجـــة إلى بنــــاء الإنســــــــان الحضـــــــــاري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجمُل بي أن أتحدث عن ضرورة بناء الإنسان الحضاري ، فهل نحن الآن بحاجة إلى الإنسان الحضاري أم لا ؟
وهذا سؤال يطرح نفسه في الساح ، تُرى ؛ لعلَّ إنساناً يقول : نحن لا نحتاج إلى الإنسان الحضاري ؟! أيُّ إنسانٍ يفي بالغرض ! المهمُّ أنْ يكونَ إنساناً ؛ ولو كان شريراً ، ولو كان فاسداً ، ولو كان فاسقاً ، ولو كان فاجراً !! والجواب أن هذا يضرّ ولا ينفع ، يؤذي ولا يصلح ، فلا بد أن نصلحه ، إن هذا ليس خصماً لنا ! هذا أحد أولادنا ، ولكنه عقَّ أبويه فيجبُ إصلاحُهُ وهدايتُه والدعاءُ له ؛ وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ؛ فالإنسان الصالح أو الكامل هو كالوالد لغيره من الذين لم تَصِلْ نفوسُهم إلى هذه الدرجة من التزكية ؛ يُحبُّهم ، ويُشْفِقُ عليهم ، يرى أنهم على انحراف واعوجاج ؛ فيأخذهم باللين والحكمة تارةً ، ويأخذهم بالإقناع والحجة تارةً ، وبالقدوة الصالحة تارةً أخرى ، حتى يرعَوُوا ويرجِعُوا إلى الله تائبين ، وهذا هو المطلوب .

إنّ تحدياتِ العصر تُوجِبُ الوقوفَ مع الذاتِ ومحاسَبَتَها ؛ تُوجِبُ علينا أن نقفَ مع ذاتنا ، ونحاسِبَها ، فهنالك تخلّفٌ موجود في المسلمين وفي غيرهم ، وهذا خطرٌ على البشرية كلَّها ، وليس على المسلمين فحسب ، خطرٌ يوجب إعادة النظر في بناء الإنسان الحضاري ؛ لنقيم به وبغيره من الحضاريين الجماعةَ الحضاريةَ والمجتمع الحضاري الذي تصبو إليه الأمم كلها ؛ إن المدنيةَ الحديثةَ على إنجازاتها لم تبنِ الإنسانَ الحضاريَّ ، ولمّا ولن تبنيَ الإنسانَ الحضاريَّ ،

و البشريةُ اليومَ تتطلّعُ إلى الإسلامِ الذي بَنَى فعلاً على أرضِ الواقع المجتمعَ الحضاريَّ ، بعد أن بنى الإنسانَ الحضاريَّ في التاريخ ، ولا تنظروا إلى كثيرٍ من المسلمين اليوم ؛ لأنهم لم يحقِّقوا في أنفسهم ما حقّقَه الإسلامُ في أجدادهم ، وفي تاريخهم ، وفي حضارتهم ، بل انظروا إلى الإسلام الذي حقّق الحضارةَ والإنسانَ الحضاريّ .
فبناءُ الإنسانِ الحضاريِّ اليومَ هو المُنقذُ الوحيدُ ، ليس للعرب فحسب ، ولا للمسلمين فحسب ، وإنما للبشرية كلها ؛ فالبشريةُ اليومَ إمَّا أن تكون وإمّا أن لا تكون ؛ إن البشريةَ اليومَ مهددةٌ بالدمارِ الشاملِ ، ويحتاجُ الأمر إلى إنقاذٍ ، والإنقاذ يحتاج إلى تعاون بين المفكرين الإسلاميين وغيرهم ؛ حينما يستعملون الحكمة ، لا بُدَّ للمفكرين الإسلاميين أن يستعملوا الحكمة ، وأن يبتعدوا عن العنف عملاً بقول الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } النحل : (125) ووحدَنا لا نستطيعُ ذلك ، بل لا بد لنا من أن نتعاون مع الغير ، لكن من الذي يكون رائد هذا الإنقاذ ؟ إنَّ الريادةَ يَجِبُ أن تكونَ بيد العرب المسلمين ، بيد الأمة العربية والإسلامية وبزعامتهم ؛ ليُنقذوا العالَمَ بالإسلام الذي اعترف بكل الشرائع السماويةِ وهيمن عليها ، ليُنقذ البشرية من الدمار الشامل .

والمطلوب اليوم من العرب والمسلمين في العالم أن يسيروا في هذا الطريق الحضاريِّ المنيرِ المشرِّف لبناء الإنسان الحضاري ، لبناء الفرد الحضاري ، وبناء الجماعة الحضارية ، وبناء المجتمع الإنساني الحضاري ، والمجتمع العربي الإسلامي الإنساني الحضاري ؛ بقيادة الأمة العربية والإسلامية ؛ قال الله تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }الزخرف : (44 ) إنها مسؤولية ، إنها تخويل إنها تكليف وتشريف وليست تكليفاً فحسب
إنها أمانة : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ } الصافات :(24)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من محاضرات ألقيت في التلفاز بعنوان (المنهج الحضاري في الإسلام) ضمن برنامج ( الفقه الحضاري في الإسلام ) بين عام /1997- 2003م /
للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بســــــــــــــــم اللـــــــــه الرحمــــــــــــــن الرحيـــــــــــم ..

المُناجَـــــاة ُ الرَّبَّانيَّـــــــــةُ المُجدِّدِيَّــــــــــةُ

* إلهي ..

* يا حي يا قيوم برحمتك أستغيثُ فأغثني ...

* إلهي ما أقربك مني و ما أبعدني عنك * ما أعلمك بي و ما أجهلني بك *
ما ألطفك بي و ما أحلمك علي * و ما أشد شرودي منك و إحسانك إلي ...

* إلهي ...
من وجدك فهو السعيد * و من فقدك فهو الشقيُّ *
و من استغنى بك فهو الغنيُّ * و من استظهر بك فهو القويُّ *
فماذا جهل من عرفك و ماذا عرف من جهلك *
فهل يجهل الجاهل بك إلا نفسه ؟؟ و هل يرجع وبال جهله إلا عليه ؟!

* إلهي ...
إن ظهرت الأعمال فأنت الخالق لها * و إن ظهرت المعارف فأنت المعروف بها *
و إن ظهرت الشهادة فأنت فيها الشاهد و المشهود *
و إن ذكر الله فأنت الذاكر و المذكور *
فلم يبق منك إليَّ إلا فضلك و منُّتك عنك لدي ...

* إلهي ...
خذني منك إليك و دلَّني بك عليك * و خلِّصني من نفسي لأكون عبداً قِنَّاً
بين يديك ...

* إلهي ...
يا من تجليتَ على الكليم بالنار و على الحبيب بالنور ..
و تجليتَ بالإبْطان و تجليتَ بالظهور ..
يامن ظهرتْ بنوره الحقائقُ و اكتست به من الأنوار ما يشير إليه ..
أسألك أن تذيقَني حلاوة شراب المحبوبين .. و لذة الشاربين ..
و كؤوس المقربين .. الذين طاروا إلى الحق عز وجل على أجنحة الحزن و البكاء
بين يدي الله رب العالمين ...

* إلهي ...
أنت الباقي و أنا الفاني .. أنت الحق و أنا أسير ذنبه العاني ..
أنت الرب المعبود و أنا العبد الجاني ..
أسألك بأسمائك الحسنى و صفاتك العُلى أن تصلح أقوالي و أفعالي و أحوالي ..
و أن تتجاوز عن سيئات أعمالي ..
و تحسنَ ختام حياتي و مآلي ..
عليك اتكالي و بك آمالي ....
نريد من الإنسان الحضاري عِلماً صحيحاً وليس افتراضاتٍ وتخميناتٍ ، إننا نريد من العلم الصحيح سُنناً وقوانينَ ودساتيرَ قطعية ، لا نريد أوهاماً ، فكل شيءٍ يقوم على الوهم فهو وهم.
----------------------------------------
الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفُرفوري الحسني.
بســـــــــــــــم اللــــــــــــــــه الرحمــــــــــــن الرحيـــــــــــــم ..

أنوار اللطائف الربانية المجددية الإسلامية العالمية ..

1) الحقائق تَسْري في الوجود سريان الماء في الشجر *
لا يضرها أن لا يراها الناس * فمتى كانت البَدَهيَّاتُ تحتاج إلى دليل ؟!

2) الدِّين دوحةٌ عظيمة وارفة الظلال طيِّبةُ الأُكُل أصلها ثابت في الأرض
و فرعها في السماء تؤتي أكُلَها بإذن ربها *
جذور هذه الدوحة العقيدة الإسلامية الحق * و جذعُها الشريعة المطهرة *
و أغصانها السلوك إلى الله عزَّ و جل بالمجاهدة *
و ظلالها مراقبة العبد ربه في جميع أحواله بالمحاسبة *
و ثمارها مشاهدة العبد ربه بعين البصيرة *

3) شجرةٌ لا جذورَ لها هاوية * و دوحة لا جذعَ لها خاوية *
و أغصان و ظلال لا ثمر لها خالية *

4) الوجد بريدُ الذَّوْقِ * و الذوقُ بريد التوجُّهِ * و التوجُّهُ بريد الإقبال *
و الإقبال بريد المواجهة * و المواجهة بريد الأنوار *
فكل مقام يدلُّنا على المقام الذي بعده و المقامِ الذي قبله *

5) من لم يذق مرارة الحرمان لا يُقدِّر قيمة العطاء * و من لم يقف على أعتاب
العبودية لا يعرف طعم التلذذ بأنوار الربوبية *
و من لم يصحب عارفاً يَدُلُّه على عيوب نفسه و ينهضُ به لن يكون من الفائزين

6) الزهد و التصوف و الفقر مراحل على طريق الله عز وجل *
و وسائل للتعرف عليه جل و علا * أما معرفة الله عز و جل فهي غاية الغايات *
و منتهى الإرادات * و ثمرة الأعمال الصالحات *

7) طوبى للذاكرين الوالهين * لأنهم المذكورون عند الله عز و جل
في الملأ الأعلى .


الحديقة السُباعية العاشرة
للإمام أ . د . محمد عبد اللطيف صالح الفُرفور الحسني ..
حضرتُ اليوم بين العشاءين مجلس ذكر مبارك في جامع المناخلية-سنان آغا بدمشق .. بمعيّة أخي الأكبر وأستاذي وصهري فضيلة الشيخ د.حسان عبد الفتاح الطحان حفظه الله , وهو أكبر أبناء سيدي الوالد الإمام الشيخ الدكتورعبد اللطيف الفرفور _حفظه الله تعالى_ وثمرة يانعة من ثماره .. بارك الله لنا في حياته وهمّته وعطائه ..

فكان الصفاء .. وحلّ السرور .. وارتاح القلب .. وانجلى الهمّ ..

فقلت وبعضه ارتجال:

ألحمد لله الكريمِ العالي ... أكرَمَنا بحضرةِ الجمالِ
في جلسةٍ في جامع المناخِ ... فيها السرور وبها التآخي
وشيخُنا كان بها حسّانُ ... أيّده الحنّان والمنّانُ
مَنْ حالُه قد كان فينا يسري ... في همّةٍ, أنعِمْ به من صهرِ
قد اقتدى بشيخه المُبجَّلِ ... عبد اللطيف, النورُ منه ينجلي
قطب رحى العِرفان في هذا الزمنْ ... مجدِّدٌ, ينبوع علمٍ مُؤتمَنْ
فهذه النفْحاتُ من أسرارهِ ... وهذه الألطافُ من أنوارهِ
بها رتعْنا في جِنانٍ ونَهَرْ ... فزال عنّا ما نراهُ من كَدَرْ
حَضَرَنا بها النبيْ رؤوفا ... ومَلَكُ اللهِ بنا حفيفا
فالحمد لله على ما أنعما ... وعمّنا بفضلِهِ تَكَرُّما
ثمّ صلاتنا مع السلامِ ... للمصطفى وآلهِ الكرامِ
ما قال راجي ربِّهِ الغفورِ ... مُحمّدٌ صالحٌ الفُرفُوري
الحمد لله الكريم العالي ... أكرمنا بحضرة الجمالِ
بســـــــــــــم اللــــــــــــه الرحمــــــــــن الرحيـــــــــــم ..


الحديقة السباعية التاسعة :

1) عالمُ الشرائع أحكام * و عالمُ الطرائقِ أخلاقٌ * و عالمُ الحقائقِ أفهام *
و لا نتوصَّل إلى عالَم حتى نُتْقنَ ما قبله ....

2) ليس بين الشرائع و الطرائق و الحقائق تضادٌّ و لا تناقضٌ *
فمن فهم شيئاً من ذلك فذلك لقصور فهمه و ضعف إدراكه * بل بينها بعضِها
مع بعض تَكَامُلٌ * بحيث كل واحدة منها تُكمِّل الأخرى ...

3) أمراض النفوس تَعتري غالبيةَ البشر مهما كانت درجاتُهم العلمية
و الاجتماعية * و كلما ازدادت مكانة المرء و مسؤوليته ازداد ابتلاؤه بها
و تعرُّضه لها *
و على هذا فينبغي لكل من يبغي النجاة منها و من ويلاتها اتخاذ طبيب
يطيِّب له نفسه كما يطيِّب له بدنَه بل هو هنا أَوْلى *
و هذا الطبيب المُجَازُ المُتخصِّصُ بأمراض النفوس هو المرشدُ *
فالسالك إلى الله تعالى بين يدي شيخه كالمريض بين يدي طبيبه *
و ليس كالميت بين يدي المغسِّل فافهم .

4) الحقائق الإيمانيةُ و الإحسانيةُ و العرفانيةُ واحدة إنما تختلف بالاعتبار *
فالماء واحد و الزهرُ ألوان فافهم .

5) أعظم الخسائر أن تنشغل بك عنه جل و علا * فهذا أول الحرمان *
و أكثر الأرباح بركةً أن يراك على بابه * لائذاً بأعتابه * فتظفرَ برضاه *
فتكون من الفائزين *

6) الأنوار رموزٌ و أسرار * فمن رَزَقه الله رَامُوزَها رفعه إلى درجة العارف *
فإذا رسخت قدمه رَقَّاه جل و علا إلى درجة الواقف *
و الوقوف على الأمر هو معرفته الراسخة * و شهوده التامُّ من غير شبهة .

7) الروح إذا قويت اخترقت المادة * فإذا كان على عقيدة صحيحة استمر ذلك و آتى أُكُلَه * و إذا كان على عقيدة فاسدة انهار بصاحبه و كشف أمرهـ .
إنّ أنكر هزيـمة تُمنى بها الأمّة الإسلاميّة هي اغتيال العقل ..

وما سواها كرّ وفرّ وجولات ليست بهزائم .
-------------------------
الإمام الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني.




بســــــــــم اللــــــــــــــه الرحمــــــــــن الرحيــــــــــم


الحياة غرور * و التمسك بها قصور * سمَّاها جلَّ شأنه في كتابه العزيز متاعاً

ليقلل من شأنها كمتاع الراكب المسافر في العبور من طور إلى طور *

و الآخرة هي الحياة الحق سماها جلَّ شأنه في كتابه المجيد بالحيوان

فقال : { و إن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون }

فمن نظر إلى الدنيا على أنها الغاية و وقف عندها وجدها سراباً خادعاً *

و كانت له عن الله عزَّ شأنه حجاباً * و للشهوات الآثمات باباً *

و لأبواب جهنم مرجعاً و مآباً * و كان من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا

و هم يَحسبون أنهم يُحسنون صُنعا *

و من نظر إلى الدنيا على أنها مزرعة الآخرة فشمَّر عن ساعد الجِد و الاجتهاد

فأقام الحدود * و حفظ العهود * و صدق في عبوديته للملك المعبود *

نال شرف الفوز برضا العزيز الحميد * و جاءته الدنيا و هي راغمة *

و كان عند الله من الفائزين . *





من السُباعية الربانية الثامنة
للإمام المحدِّث المجدِّد أ . د . محمد عبد اللطيف صالح الفُرفور الحسني ..
**************** بسم الله الرحمن الرحيم ****************


العلم توقيف و توفيق * فمن التوقيف علم الفروق لدى العلماء المحققين *

فالفرق بين الحلال و الحرام كلمة بعد الصيغة و الإشهاد لدى فقهاء الشريعة

المكرَّمين *

و كـذلك الفرق بين الإيمان و الردة و الزندقة إقامة الفرق بين القديم

و الحوادث الظاهرة للناظرين *

فلا القديم يحل بحادث و لا الحادث يحل بالقديم *

و لا يتحد أحدهما بالآخر فلن يكون أبداً القديم عين الحادث و الحادث عين

القديم في الفهم الصحيح المستقيم *

فلا حلول ولا اتحاد * و لا يقول بالحلول إلا جهول و لا بالاتحاد إلا أهل الإلحاد *

كل ما في الأمر أن الحوادث كلَّها في العالَم الممكن مع التسليم بوجودها

هي بالنسبة إلى الحق القديم الأول جل جلاله كذرَّة في خابية أو كريشة

في هباء أو كقطرة في محيط { و الله من ورائهم محيط } و ذلك محض الإيمان

و هو علم اليقين * و معرفته عين اليقين * و شهوده حق اليقين *

في مدارج السالكين * و مقامات الراحلين إليه عزَّ شأنه من إياك نعبد إلى

إياك نستعين *



من السُّباعية الربَّانية الثَّامنة
للإمام المحدّث المجدِّد أ . د . محمد عبد اللطيف صالح الفُرفور الحسني
بســــــــم اللــــــــــــــه الرحمــــــــــــــــن الرحيــــــــــــــــــــم

قال جل شأنه :

{ أمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إذا دعَاهُ و يكشفُ السُّوءَ و يَجعَلُكُم خلفاءَ الأرضِ أَءِلـَـهٌ

مَعَ اللَّه }

خلفاء الأرض هم الأفراد من عباده الأبرار * و على رأسهم الرسل و الأنبياء

عليهم صلوات الله و سلامه و من بعدهم من عباده المصطفين الأخيار *

الذين يَصِلون في القُرْب من الذكر الليل بالنهار *

و على رأسهم الإنسان الكامل الذي تَقَلَّب في الأرحام الشريفة و الأصلاب

الطاهرة المنيفة * فهو الإنسان الخليفةُ حقاً * و العَلَم المرفوع صدقاً *

فهنيئاً لمن عرفه فأحبه * و آمن به و اتَّبعه *

و طوبى لمن بنفسه و ماله فدَّاه * و اهتدى بهديه و ارتضاه . *




من السُّباعية الربانية الثامنة
للإمام المجدّد أ . د . محمد عبد اللطيف صالح الفُرفوري الحسني .
بســــــــــم اللـــــــــــــــه الرحمــــــــــــــــــن الرحيـــــــــــــــــــــــم


( وَ لَسَوفَ يُعْطيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )

شتَّان بين مَنْ يقولُ اللَّهُ لهُ ذلكَ القول المَكين * و بينَ من يقولُ لربِّهِ

( وَ عَجِلْتُ إِليكَ ربِّ لِتَرْضَى ) و هوَ علَى ذلكَ مِنَ المُرْسلِين *

فَالأولُ سيّدُنُا و نبيُّنا و مَولَانا محمَّدٌ صلّى اللّه عليهِ رسولَ اللّهِ و خاتَمَ النَّبيينَ

الإمَام الأوَّل *

والثَّاني سيّدُنَا مُوسَى بنُ عمرانَ عليهِ السَّلام نَبِيُّ اللَّهِ و كليْمُهُ

الرسولُ الكاملُ *

فاستحقَّ نبيينُا صلواتُ اللّه عليه الإمامةَ العُظمَى على الخلائق *

وَ فضَّل دينَهُ وَ شريعتَهُ على جميع الأديانِ والشَّرائعِ *

فكانت شريعتُهُ ناسخةً للشرائع * و نورُه ناسخاً للأنوارِ و الشموسِ

و المطالع *

فهوَ اللَّبِنةُ التي لا يتم البناءُ إلَّا بها لدى أهل الشرائع و الطرائقِ

و الحقائق .. *



من السُّباعية الرَّبانيّة الثَّامنة

للإمام المحدِّث المجدد أ . د .محمد عبد اللطيف صالح الفُرفور الحسني..
بســـــــــم اللـــــــــــــــه الرحمـــــــــــــــن الرحيـــــــــــــــم

الحديقــــة السُـــــباعية الســــابعة :

1) الحياة الدنيا سراب * و وجودنا فيها بأنفسنا وَهْم * و قيامنا بذواتنا الفانية إفلاس * و قيامنا بالله عز وجل وحده هو الحق * و ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!

2) ليت الدارسين و الباحثين بعقولهم يتعرفون على جهلهم فيدركوا مدى بعدهم عن حقيقة الألوهية التي اختفت لديهم فحسب * و ما اختفى إلا فهمهم و إدراكهم لها * و من شدة الظهور الخفاء *

3) البدن الإنساني غذاؤه المطاعم و المشارب * و الأذن غذاؤها الألحان و الأشجان * و العقل غذاؤه العلم * و النفس غذاؤها الأُلْفة * و القلب غذاؤه الذكر * و الروح غذاؤها الحب الطهور * و السر غذاؤه المعرفة * و العشق الإلهي غذاؤه النور * و شفاؤه نور النور ...*

4)المائدة الإلهية ممدودة * و الكرم الإلهي لا حدود له * و خلقه عز وجل عبيد خدمة واقفون * و عباد محبة داخلون * و الحق سبحانه هو المقصود و المعبود * و ما علينا إلا أن نتعرض لكرم الله عز وجل فنكون من عباده الداخلين* فتوضع لنا مائدة الكرم فنكون بشفاعته صلوات الله عليه من المقربين * فلا والله لن يدخل على الله أحد إلا من باب رسول الله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم * وذلك بالأدب بعد الحب و الاتباع * فلا حب بلا أدب* و لا قيمة لأدب من دون اتباع *

5) على تسبيح الملأ الأعلى و رناته العِذاب * يطيب للعاشقين الوالهين الواقفين لَثْمُ الرُّضاب * من حسناوات المعارف * في جنات الزخارف * و لن يصل إلى ذلك إلا من طهَّر قلبه و روحه و سره من شَرَك الأغيار * و تعلَّق من البيت المعمور بذكرهـــ عز وجل بالأستار * فحضرة القدس لا يدخلها المشركون * و أستارها لا يمسها إلا المطهَّرون *

6) المحدَّثون و المُلْهَمون هم الأصفياء من ورثة الأنبياء * الأتقياء الأنقياء * المعروفون قبل الأرض في السماء * تذكرهم ملائكة السماء و تتباهى بهم * تحبهم و تركن إليهم * من أحبهم لم يَدَعْهم * و من أكرمه الله بهم فهو الغانم * و من حُرم بركتهم فهو المحروم * و المحروم من حرم بركة أهل زمانه * أولئك جلساء القلوب لعلَّام الغيوب * أولئك هم المحدَّثون الملهمون *
( إنه في كل أمة محدَّثون و ملهمون , و إن يك فأنت منهم يا عمر ) *

7) الحق جل وعلا هو القديم الأول بلا بداية * و الآخر بلا نهاية * و كل ما سواه حادث في الرواية و الدراية * و محال أن يكون القديم عين الحادث أو يكون الحادث عين القديم * في الفهم الصحيح المستقيم * و إذا كان الأمر كذلك لمن أدركته العناية * وجب أن يكون المعبود واحداً في ذاته واحداً في أفعاله فهو الحق و كل ما خلا الله باطل و التعلق به من دون الله عين الغواية * فكل أسمائه جل وعلا للتخلق و الاسم المفرد الله للتعلق في البداية و في النهاية * فهو الأول و الآخر والظاهر والباطن و كل ما سواه هالك في التحقيق* عند أهل السلوك والطريق * أصحاب المِكنة و التحقيق * السالكين إليه جل و علا أحسن طريق إلى عوالم النور و غايات التوفيق .*


و كتب :
الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفُرفوري الحسني ..
((منظـــــــــومة)))

.......... *** ** * فتــــح الفتّـــــــاح * ** *** ..........

*** *** *** وثغـــــــر النرجس الفـــوّاح *** *** ***

... ... ... ... فـــــــي عــــــلــم الاصــــطلاح ... ... ... ...

نظم

الإمام الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

(المقدمة)

1-بـِحمدك ربّي أبدأ النظْمَ أوَّلا ... فهبْ لي قبـولا بالفتوح مُسَربَلا

2-وأهدي صلاة يملأ الأرضَ نَشرُها ... إلى خيْر مخلوقٍ وأرفعِه عُلا

3-وأُزجي إلى خير النبيِّين باقة ... من النرجس الفوَّاح كالبدر إن جلا

4-بها من علوم الاصطلاح مباحثٌ ... تَلَذُّ لأهل الفنّ بعدُ مســــائلا

5-جمعتُ بها ما في المتون وزدتُّها .شروحا فأضحى الفنُّ فيها مُذَلَّلا

6-وطرتُ بها خلف الفوائد أقتني ... عـرائس أبكــــاراً تــؤود تَــدَلّـلا

7-ولَم أُلْفِ فيها كالمقدِّمة التي ..إلى ابن الصلاح ترتقي نسبة الوَلا

8-فصغتُ من التبر التراب سبيكةً ... من الذهب الإبريز ترقى منازلا

9-وأهديتها مع ضعف علمي وحيلتي.إلى من غدابالعلم والحلم أُرسِلا

10-عسى أن أراها شافعا عنده غدا . فيعفوَ عن تقصير مثلي تَفَضُّلا

11-وبعد؛ فعلم الاصطلاح قواعد الــحديث وبالإسناد في الدِّين كُمّلا

12-به تُعرف الآثار والسُّنَنُ التي .تكون لأهل الفقه في الدين مَنهَلا

13-فلا تنفع الآثــــار دون درايةٍ ... تُبين لأصحــــــاب الروايات مَدْخلا

14-فدونك إسناداً رفيــعا مقامه ... يتيه على أهل الأســانيد باعتلا

15-علوُّ رجالٍ وصفُه في كفايةٍ ... من الضّبط والإتقانِ إنْ قيل حَيْهَلا

16-أخذناه عن أشياخِ صِدْقٍ غَطَارِفٍ ... بكلّ وريثٍ طاب فرعاً مُؤَصَّلا

17-فأعظمهم ذاالجِهْبِذالوالد الذي.علافوق هام النجم بالعلم مُذ عَلا

18-وذلكم المكّيُّ علّامة الورى.وفي نسبةِ الأشراف بالحُسن جُمّلا

19-ومنهم إمام العصر عالِمُ مكّةٍ.هو المالكيُّ الأروعُ الثّبت في المَلا

20-ولا تنسَ شيخ الوقت عابدَ عصره...أبااليسر آلَ العابدين المكمَّلا

21-وشيخا لنا في الأزهر الأنور الذي...غدا كعبةَ القصَّاد للعلم مَوئلا

22-وأقصد ذاك الجعفريَّ بنسبةٍ ... غدا صالحا بالفضل بــــات مُزَمَّلا

23-ومنهم عليُّ البودلَميُّ ومنهم ...أخو خَتَن من صار للفضل منزلا

24-وهم قد أجازوني بحقّ قراءتي ... عليهم علوماً كُمِّلت ومسائلا

25-أولــــــئك آبائي وتلك أرومتي ... وهاتيك آمالي فكن لي مؤمّـلا

26-ويا ربّ كافِئهم بحسن مثوبةٍ ... ويا ربّ زدهـم مـن نـداك تَفضّلا


(الصحيحح)

27-وأوّل أنواع الحديث صحيـــحُه ... ألا وهو ما بالعدل للعدل نُقِّــلا

28-وما اتصل الإسناد منه بضابط . إلى المُنتَهى من حيث أُسنِد أَوّلا

29-فليس به أيُّ انقطــاع وعلةٍ ... وما كان أن يأتي الصحيـــح معلَّلا

30-وهذا لدَى أهل الحديث وعلمِه .. على خير أنواع الأحاديث فُضِّلا

31-وأرفعُ أصناف الصحيحِ الذي غدا... قد اتفق الشيخان فيه وأجملا

32-يليه حديثٌ في البخاريِّ؛بـَعدَه.حديثٌ غدا في مسلم خير ما غَلا

33-يليه حديثٌ قد حاز شرطيهما على.حديث بشرطٍ للبخاريِّ قد حلا

34-يليه حديثٌ فيه شرط لمسلمٍ . على غيره؛ فالسابعُ الغيرَ قد تلا
(الحسن)

35-ودون صحيح السنَّة الحَسَنُ الذي . يحوز من أوصاف القبول تَمَثُّلا

36-فلم تشتهر منه الرجال وإنّما ...غدت طُرْقه معروفةَ الحُسن كُمَّلا

(الضعيف)

37-ودون الذي نَوَّهتُ نوع عن الذي.به اتصفا من جَيّد الوصف قد خلا

38-ضعيفٌ فكم صنفٍ له اشتدّ أزرُه ... وكم مدبرٍ من أمـره عـاد مُقبِلا

(المرفوع)

39-وكلّ حديــثٍ إن يُضَفْ لنبيِّــنا ... فذلك مرفــــــــــوع الرواية عُدِّلا

(الموصول)

40-وإن يكُ موصــولَ الرواية كلّهـا ... فما كان ما بالسمع راويه ناقلا

(المسند)

41-وكلُّ الذي ممن روى لنبيِّـنا ... فذا مسنَدٌ إن ظاهراً كان وُصِّـلا

(الموقوف)

42-وما انضافَ من قول وفعل لصاحبٍ ...فذلكم الموقوف وقفا مفصَّلا

43-فإن يكُ مما لا اجتهـادَ به فذا ... له حكم مرفــــوع وإلا فلا ؛ ولا

(المقطوع)

44-وما انضافَ للأتباع أو دون تابعٍ ... فذلك مـقـطـوع وإن كـان وُصِّـلا

(المسلسل)

45-وما جاء على وصف توارد ذكرهُ . وحالٍ فَسَمِّ النوعَ هذا مسلسَلا

46-وسيّانِ أقوالُ الرواة وفعلها ... وما كان بالإسنادِ و المتن سُلسِلا

(الغريب)

47-وما قد روى راوٍ بمفـــرده فذا ... غريــبٌ وكم نوعٍ له بات مشكِلا

(العزيز)

48-وما قد رُوِي باثنين أو بثلاثةٍ ... فذلك عزيزٌ عرشَ فضلٍ قد اعتلى

(المشهور)

49-فذلكم الآحادُ عند جهـــابذٍ ... ما زاد مشـهور الأحـاديـث مُـثّـلا

(المتواتر)

50-وما قد رواه الجمع عن مثله إلى ... نهاية إسنادٍ فخذه مفصَّـلا

51-فقد شرطوا فيه شروطا أهمّها ... وأوَّلها ما قلت من قصة الملا

52-بحيثُ تُحيل العادةُ المينَ بينَهم .وتاليه كونُ الـحسّ جاء مفصِّلا

(المنقطع)

53-وكلُّ حديث لم يتوَّج بوَصلَةٍ ... فمنقطعُ الأوصال قد جاء مجملا

(المعضل)

54-وما سقطت من عِقده حبتان أو... ثلاثٌ موالاةً فقد جاء معضَلا

(المدلّس)

55-وما دَلَّس الراوي بوجهٍ مدلَّسٌ.ونوعان ذا التدليسُ إن شئت فامهلا

56-فإن يكن إسقاطا لشيخ بعينه ... فتدليسُ إسناد بِعَن وأن تلا

57-فما صَرّحوا بالوصل عن ثقةٍ به ... فذاك؛ وما لا فهو منقطع فلا

58-وإن كان لم يسقطه لكن أتى له.بوصف يُرَى الإنسانُ فيه مُجهَّلا

59-فتدليسُ أشياخٍ وفيه كراهةٌ ... وأسوأه ما الضَّعفُ قد جاء حاملا

(المرسل)

60-وما أُسقط الأصحابُ منه برفعِهِ.من التابعي للمصطفى سَمِّ مُرسَلا

61-وذلك ألا يسمع التابعي من الـــــــــنَّبيّ وإلا مُسنداً سمِّ مبطِلا

62-وفي مرسَل الأتباع فاروِ ثلاثةً ... قبولا وردّاً واروِ بعــدُ مــفــصَّــلا

63-وجمهور أهل الفنّ صحّح مرسلَ الصحابة حيث احتج فيه مُوَصَّلا


(المعلق)

64-وإنْ حُذفتْ منه الرواة بعزوِهِ ... لمن فوقهم عَلِّقه واترك سَبَهلَلا

65-وليس بخالٍ عنه ضعفُ جهالةٍ ... إذا لم تُصحّحه الصحاح ليَكمُلا

(المعنعن و المؤنن و المبهم)

66-وما قيل في إسناده(عن)معنعنٌ.فإن كان عن تدليس راويه قدخلا

67-وقد ثَبتت فيه معاصَرةٌ أو اللـــــــــــقاء بـإمكـانٍ لـراويـه فـاقـبَـلا

68-كذا (أنَّ) إذ أضحى المؤنَّنُ مثلَه ... ومبهمَ راوٍ لم يُسَمَّ فأَهملا

(الشاذ)

69-وإن خالف الجمهورَ ضبطاً وكثرةً . أخو ثقةٍ فاجعله شاذاً عن المَلا

70-وكلُّ حديث قابَل الشاذَّ سَمِّه.على الفور محفوظاً وخذ منه واعجِلا

(المقلوب)

71-وما بُدِّل الراوي بآخــر مثلِه ... وما ذلك الإســنادُ بالغـيـــر بُـدِّلا

72-وما المتن بالتبديل جاء لغيره ... فذلك مقلوبٌ عن الوجه عُـدِّلا

73-فما كان عن سهوٍ جُبَارٌ؛ وما إذا .تُعمِّد فانظر دافع القلب فاحْمِلا

74-وحكمُ حديث القلب ردٌّ لوجهه ...ولا نبتغي عن غير ذلك معدِلا

(الفرد)

75-وما انفرد الراوي به عن رواته ... ففردٌ فقيِّده وكن عنه ســـائلا

76-وذلك له حكم الغريب وإن تشأ .. فأطلقه وانظر ضبط راويه أنزلا


(المعلل)

77-وإن يطَّلع ذو الفَهم عن علةٍ يَرى...لها أثراً فليَسمِ ذاك المعلَّـلا

78-فإن يكُ فيها قادح لحديثنــــــــا ... فَردٌّ وإلا كان ذلك أســـــــهلا

(المضطرب)

79-وإمَّا تجد فيه اختلافا بأوجهٍ ... تساوت؛ و عزَّ الحلُّ فيه وأشكَلا

80-فذلك عند القوم مضطربٌ وما ... أخلَّ فــــردٌّ دون مــا كــان أوِّلا

(المدرج)

81-وكلّ الذي زاد الرواةُ بلفظـــه ... فمدرَجه إن كان باللفظِ وصِّـــلا

82-وبالمتن والإسناد يأتي؛ وحكمه ... حرامٌ بعمدٍ قادحٌ جالبُ البَلا

83-ولكنّما يُعفَى عن السهو والخطا.كذلك عن تفسير ماكان أُجمِلا

(العالي والنازل)

84-وسمِّ الذي قد قلَّ فيه رواتُه ... عَليِّـاً ؛ ومن زادوا عن الحَدِّ نازلا

85-وقدِّم قليل القوم إن لم يكن به ... موانعُ تودي ضــدّه أن يُبَجَّـلا

(المدبّج)

86-وكلُّ قرين قد روى عن قرينه ... فقد دبَّجَ الأخبار فاعرفه واعقلا


(المتفق والمؤتلف)

87-وما اتّفقت ألفاظه وخطــوطه ... فمتَّفِق إن كان معنـاه شـامـلا

88-وما اختلفت ألفاظه وتنافرت ... فمؤتلف؛ والـخـط جـاء مـمـاثِــلا


(المنكر والمعروف)

89-وما الفرد يرويه خلافَ موثَّــقٍ ... فذا منـــكر رَدٌّ ومعــروفــه عَـلا

(المتروك)

90-وما جاء مرويّــاً بفرد مجــرَّحٍ ... فمتروكـه بـالــردّ و الـصَــدِّ أُهـِّلا

(الموضوع)

91-وما اختَلقَ الوُضَّـاع فيه وكَذَّبوا ... افتراءً على خيـر النَبِيِّين منزلا

92-فذلكم الموضــوع وهو محـرَّم ... روايتُـــه إلا لمــن كــان غافــلا

93-بِشَرطِ بيان الوضع فيه؛ فإن يكن.سوى ذاك فاحكم بارتدادٍ محلِّلا

94-وإلا ففســقٌ بل ضــلال وفرية ... لها توبة بعد البيــــــــان مُعلِّلا

(طرق التّحمُّل والأداء)

95-ودونك عن طُرق التحمُّل نبذةٌ ... تزيد بها عند الكـــرام تجَمُّـــلا

96-سـماعٌ وعَرضٌ ثمّ بعدُ إجــازةٌ ... مناولةٌ كَـتْـبٌ وإعـلامُ مـن تـلا

97-وصيّةُ شيخٍ ثمّ تأتي وجـَــادةٌ ... ثمانيـةٌ أضحـت طريـقاً مسهَّلا

(آداب الشيخ وطالب الحديث)

98-وآداب شيخ الفـنّ تصحيــح نيّةٍ ... وطهرٌ وإنصـات وفضـل بـه حَلا

99-وختم بقرآنٍ يلي حُسنَ مقطَعٍ ... وبَدءٌ بحمدٍ بعد أن كان بَسملا

100-ومدحٌ لأشياخ بدرس؛ ودعـوة ... وترتيبُ مستملٍ إذا كان حَصَّلا

101-وإذنٌ له من شـيخه بحديثهِ ... يكــــون لـه قبـل الأداءِ مُــؤَهِّـلا

102-وآدابُ طلّاب الحديث تـواضعٌ ... لأشياخهم حتّى ينالوا تَـفَـضُّـلا

103-وحفظٌ وإتقانٌ ودرسٌ ورحلةٌ ... وقصد صحيح؛ ثمّ إن زدتَ فاعملا

104-ذِكــرٌ وأورادٌ وقَومةُ ليــــلِهِ ... إذا شــاء نُوراً بعدمــا قد تَنَـفَّـــــلا

(خاتمة)

105-وبعدُ؛ فهذي باقة طاب نشرها .من النرجس الفوّاح يندى مُبلَّلا

106-أتيتُ بها والفنّ قد نال حقَّه ... فلم يكُ منقـــوصاً ولا جـا مُطَوَّلا

107-وقد بلغتْ عشراً عقوداً ونَيِّفاً ... فياربّ فاقبلها وزدهـا تـَجَـمُّــلا

108-وفي خَتمها المسكيّ قلتُ مؤرِّخاً.أتتْكم فثوبُ الحُسنِ يَرفل جُمَّلا

109-وفي هجرة المختار أرّخ؛ جواهرا . بملكٍ أتتْني حامداً ومُبَسمِلا

دمشق صباح الجمعة

4/4/1402 هـ 29/1/1982 م

والحمـــد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

خادم العلم الشريف

الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غريب المنظومة:

تؤود: تتثنى وتعوج
الولا: أي الولاء وهو الانتساب الى المعتق في الأصل
حيهلا: اسم فعل مضارع بمعنى أرحب
الجهبذ: العالم النافذ البصير بأسرار العالم
الوالد: هو العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور
المكّي: هو العلامة الشيخ السيد محمد مكّي الكتاني
المالكي: هو العلامة الشيخ السيد علوي عباس المالكي
أبا اليسر: هو العلامة الدكتور محمد أبو اليسر عابدين
الجعفري: هو العلامة الشيخ صالح الجعفري المدني
البودلمي: هو العلامة الشيخ علي البوديلمي المغربي
أخو ختن: هو العلامة الشيخ إبراهيم الختني المدني
الملا: الجماعة من الناس
المين: الكذب
حاملا: باعثا
سبهللا: مهملا
جبار: متسامح به
أهّلا: من التأهيل وهو جعل الأهلية فيه
معللا: بيان علة الوضع
عقودا: العقد ما يعقد باليد (العشرة)
جمّلا: هو الحساب الحروف على نظام (أبجد)
بســـــــــــــــم اللــــــــــــــه الرحمـــــــــــــن الرحيـــــــم

الحديقة السباعية السادسة :

*** عبادُ الرحمن فقراء إليه تعالى أغنياءُ به * معتزون به وحده مستغنون به عمن سواه * فليس منهم من ترك العهود * و ضَيَّع الفروض * و عبدَ الهوى والطاغوت * و لم تستدركه من الحق توبة و لا أَوْبة * فكان من الخاسرين ***

*** قيام الأكوان بها لها غِرَّة * و قيامُها بها له عز وجلَّ عبرة * و قيامها به عز وجلَّ لذواتها حكمة * و قيامها به له عز وجلَّ قدرة * فَدَعِ الغِرَّةَ * و اشهدِ العبرة * و اعلمِ الحكمة * و افهمِ القدرة تَفْهَمْ ......... ***

*** لا تتركِ الأعمال اعتماداً على الأحوال * و لا تَغترَّ بالآمال في استبعادِ الآجال * و لا تيأسْ من العطاء و لو مع العقوق في الأفعال * فكم من بعيدٍ قرَّبتْه آدابُه * و لربما رآك الكريم واقفا ببابه لائذاً بأعتابه * فأدخلك جنة حبّه* و فردوس قُرْبه ......... ***

*** لن يدخلَ على الله أحد إلا من باب رسول الله سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه * ثم من بابه الشريف إلى آل بيته الأطهار و صحابته الأبرار و من تبعهم بإحسان . ***

*** سيدنا رسول الله صلوات الله عليه بابه الحب و الولاء * و برهانُه الأدب و الاتباع * فلا حُبَّ بلا أدب * و لا ولاءَ بغير اتباع .***

*** الأنوار هدايا الحق إلى عباده المصطفين الأخيار * و الهدايا على مقدار مُهديها الكريمِ الغفار * لمن يستحقها من عباده الأبرار * الساجدين لوجهه آناءَ الليل و أطراف النهار * المستغفرين له بالأسحار . ***

*** رضينا بالله تعالى رباً * و بالإسلام ديناً * و بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم نبياً و رسولاً * و بالقرآن الكريم حجةً و إماماً * ( ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) صدق الله العظيم ***


و كتب ؛
الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفُرفوري الحَسَني.
الشريعة حدود

والطريقة عهود

و الحقيقة شهود

و المعرفة ارتكان

و المحبة دلال

و لا يُتوصَّل إلى مقام حتى يَكْمَل ما قبله

بسم الله الرحمن الرحيم ....................................

الســـــــــــــــباعية الربانية المجددية الخامسة :

الحمد لله وصلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلَّم :

1) أدبك مع الحق جل جلاله التسليم و التفويض * و مع رسول الله سيدنا و مولانا محمد صلوات الله عليه وآل بيته الأبرار و صحابته الأطهار الحبَّ و الولاء *
و مع الصحابة رضوان الله عليهم الموالاة و الاقتداء * و مع القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية و من بعدهم من أئمة الهدى حفظ الحرمة والاهتداء * و مع شيخك في بشريته المحبة والخدمة و في خصوصيته الطاعة والانقياد * و مع أصحابه التواضع والإيثار * و مع الصالحين الصدق * و مع الغافلين التذكير* و مع المفلسين الهجر الجميل مع الإعراض * و الطريق إلى الله آداب* و الآداب حُلَلٌ مجدَّدة و أَطياب ..... **

2) الطرق إلى الله تعالى كثيرة فالطرائق بعدد أنفاس الخلائق* و أقربها إلى الله تعالى ما كان منهجه ربانياً * و مَشْربُه محمدياً * و ما صح كذلك كان أسرعَها وصولاً * و له شهوداً * و لديه زُلْفى * و أقربها إلى قلب رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه أن يتوهج قلبك في صدرك حبَّاً * و تسكبَ العبرات من عينيك بين يدي الله سَكْبا **

3) إمامنا الأكبر سيدنا محمد رسول الله و خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم * انطوى فيه مَن بعده الخلفاء و العرفاء أدبا و مدداً ..... **

4) الشريعة حدود * والطريقة عهود * و الحقيقة شهود * و المعرفة ارتكان * و المحبة دلال * و لا يُتوصَّل إلى مقام حتى يَكْمَل ما قبله .**

5) الحقائق عرائسُ و الأدب حِلْيتُها * و لن ير العرائس المجرمون .. **

6) آدم عليه السلام قال: { رب إني ظلمت نفسي } و إبليس قال : { رب بما أغويتني } فتاب الله على صاحب الأدب و كرَّمه و ذريته إلى يوم الدين *
و أهان إبليس لسوء أدبه و طرده و ذريته * والله تعالى يقول: { قل كل من عند الله } * فذاك مقام الاعتراف , و هذا مقام الاعتقاد * و لكل مقام آدابه *
و لكل أدب رجاله و أصحابه . **

7) الوسيلة بين الحق و العبد قائمةٌ * فكل ما أباح الشرع لك التوسل به الْزَمْه و لا تُقَصِّر فيه * و على رأس ذلك الوسيلة العظمى سيد الخلائق محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون }
بســــــــــــــــــــم اللــــــــــــــــــــــــه الــــــــــــرحمن الـــــــــرحيم

السباعية المجددية الرابعة :

** الخوف حلية المجاهدين * والرجاء حلية المحبين * فكن بينهما تكن من العارفين**

** علم التابع المحمدي نبع * و علم ما سواه جمع * و شتان ما بين العِلْمين* و فرق كبير بين المصدرين **

**ليس الزهد بترك الدنيا من يديك و هي في قلبك * بل الزهد أن تكون الدنيا خادمةً لك لا أن تكون خادماً لها *و كن كيف شئت **

** أقرب الطرق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه قلب وريثه المحمدي لانطواء النور المحمدي فيه *و لن يُوصَل إلى الله أبداً إلا من قلب رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه ( و أتوا البيوت من أبوابها ) البقرة 189 **

** التجارة مع الله ربح و مع غيره خسران * فاحرص أن تكون تجارتك مع الله رابحة بأن يراك حيث أمرك و أن يفقدك حيث نهاك *تكن من الفائزين **

** الشريعة معيار * والطريقة فِرار * و الحقيقة قرار * فلا تنشغل بحق عن حق * بل أعط كل ذي حق حقه * فكن في ظاهرك متشرعاً * و في قلبك مؤمناً * و في سرك محسناً * تكن بربك عارفاً ....**

** الأشياخ حفظة الدين * و خلفاء الرسل * وورثة الأنبياء * و أمناء الإلهام * فيحق للوارث من الأدب ما للموروث **
بســــــــــــــــــــــــــــــم اللـــــــــــــــه الرحـــــــــــمن الرحــــــــيم

**الحديقة السباعية الثالثة **

1) للحق عز وجل جنتان ؛ جنة المعارف في الدنيا للمحسنين * و جنة الزخارف في الآخرة للفائزين ؛ ( ولمن خاف مقام ربه جنتان )صدق الله العظيم

2) ثمن الجنة نفسك اشتراها الله منك * و ثمن المعرفة هو أنت * فالجنة هي لك * و المعرفة له * وشتان بين العِوَضين *

3) من أحرقت بدايته أشرقت نهايته * و من كان له في أوَّله سلوك كان له في نهايته عطاء *

4) إذا كان الله عليك فمن ترجو ؟ و إذا كان الله معك فمن تخاف؟ * فاجتهد أن تكون أنت معه قائماً بآداب العبودية * ليكون هو معك بحقوق الربوبية . *

5) الناس عن الحق تائهون * فأناس تائهون عنه بالعقل * و أناس تائهون بالعمل * و أناس تائهون بالهوى * و أناس تائهون بالعلم * و أناس تائهون بالخلق * و أناس تائهون عن الله بالولاية و الكرامة * و أناس تائهون بهم عنه * و هو لم يحتجب عنهم إلا بما حجبوا بصائرهم به عنه * و الجميع محجوبون * (و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون ) صدق الله العظيم *

6) يفعل قليل من العناية ما لا يفعله كثير من الرواية إذا صاحبه التوفيق *

7) المجاهدات وظيفة السالكين * و المشاهدات مكافآت العارفين * و البقاء بالله مكافأة الواقفين * و الكل متعلق بالله رب العالمين *
العيد في الاسلام :

الحمدلله وصلى الله على سيدناومولانامحمدوعلى آله وصحبه وسلم

فقد روى الترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى.)
ففي هذا الحديث دليل على أن العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى، ويلحق بالأضحى أيام التشريق لحديث: (يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام. ) رواه الترمذي وصححه.
وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد الأضحى (النحر)
هذا وقد جاءت الأحاديث الدالة على أن إظهار السرور والفرح مندوب في أيام العيد كلها، من هذه الأحاديث حديث عائشة رضي الله عنها في شأن الجاريتين اللتين كانتا تغنيان وتضربان بالدف في يوم العيد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:( يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا). رواه البخاري ومسلم .
هذا.. ولا يختص يوم العيد بجواز الضرب على الدف بل يجوز في العرس بل يندب فيه، وكذا يباح الضرب به في كل سرور كالولادة وشفاء مريض وقدوم عزيز ونحو ذلك.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . " )
سنن أبي داود
كمايحرم صوم يومي العيد لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ . ") رواه مسلم
واشترط الحنفية والحنابلة لوجوب صلاة العيدين الإقامة والجماعة . وجمهور العلماء على أن وقت العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب الرؤية المجردة ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال
قال عمر رضي الله عنه : (صلاة العيد والأضحى ركعتان ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى) .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة والتكبير سبع في الركعة الأولى وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما ).
وعن عائشة رضي الله عنها : (التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرات الركوع )
رواه أبو داود صحيح
وقال سمرة رضي الله عنه : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، ( وهل أتاك حديث الغاشية ) --------)رواه أحمد وغير وهو صحيح الإرواء 3/116
ومن أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة كما ثبت في مسند أحمد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ ثُمَّ خَطَبَ ." مسند أحمد والحديث في الصحيحين.
وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : (نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .)
وقد صح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير إرواء
وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى الإمام . وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا . إرواء
ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمرا مشهورا جدا عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة وعبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول: ( ألا تكبرون ) وكان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول : ( كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام ) .
أما وقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
أما التكبير :
فقد ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يكبر أيام التشريق : ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .) ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه ( بتثليث التكبير ) .

التهنئة في العيد :
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : ( تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك ) وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
وعن جبير بن نفير ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . ابن حجر إسناده حسن .
وقد وجب التجمل بالعيد عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .. رواه البخاريي
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على التجمل لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير.
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . صحيح ابن خزيمة
وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه .
فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عند من الثياب عند الخروج للعيد .

أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة أفتراه يصح من مؤمنة أن تعصي من خرجت لطاعته وتخالف أمره بلبس الضيق والثوب الملون الجذاب الملفت للنظر أو مس الطيب ونحوه .

والله تعالى أعلم


وكل عام وأنتم بخير أعاده الله علينا جميعا وعلى كامل الأمة العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركة

المكتب الاعلامي
لفضيلة الامام المحدث الشيخ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفوري الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد كلُّه *ولك المجد كلُّه* ولك الثناء كلُّه * سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك * و أصلي و أسلم على سيدنا محمد رسولَ الله و خاتم النَّبيِّين * وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. **

أتقدم للعالم العربي و الإسلامي في عيد الفطر يوم الجائزة بتهانٍ موشَّحةٍ بالألم * أتقدم إلى أمتي الماجدة خيرِ أمة أخرجت للناس مهيباً بها شعوباً و حكاماً بوحدة الكلمة * والاعتصامِ بحبل الله المتين * لينصرها الله نصراً عزيزاً مؤزراً * و يومئذ يَفرح المؤمنون بنصر الله &



الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
رئيس جامعة العلوم الإسلامية و العربية بدمشق
سم الله الرحمن الرحيم


................................حدائقٌ و قطوفٌ سُبَاعِيَّة ................................


الحديقة الأولى السباعية :
____________________
أذواق الحقائق الربانية المجددية و أطيابها :
______________________________

1) الشريعة عين و الحقيقة نورها * فهل تبصر عين بلا نور ؟* أو يكون نور بلا عين ؟!! **

2) الحق تبارك و تعالى أعظم و أكبر و أجَلُّ من أن تعامله نقداً فيعامِلَكَ نسيئةً* فعاملِ الله تعالى بالحب فيعاملَك بالقرب **

3) لا نورَ من غير إحراق و احتراق فأحرق من قلبك صور الآثار تسطعْ في مصباحك الأنوار **

4)الحق يأتي للعبد من جهة ظنه به ( أنا عند ظن عبدي بي )* فاذكر الله كأنك تشهده * اعبد الله كأنك تراه * وادع الله و أنت موقن بالإجابة * و اطلب الله تجده تجاهك بنصرته وتأييده **

5)لا تترك العمل و لو مع قسوة القلب و بُعد الأمل * فربما رآك الكريم ببابه * لائذاً بأعتابه * فأدخلك جنة حبه * و فردوس قربه **

6)لا تغترَّ بالعلم و لا بالزهد و لا بالكشف و لا بالولاية و لا بالكرامة * فربما حجبك عنه بشيء من هذه الأكوان لترحل منها * بل دعها كلها و ارحل منها ومنك إليه **

7) ما دَلَّك عليه إلا لأنه أحبك * وما أحبك إلا ليدُلَّك * وإذا دلَّك فقد دلَّلك * فمن تذلل له عز وجل تَدَلَّل **


من محاضرات الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
رئيس جامعة العلوم الإسلامية و العربية بدمشق*
**الحق يأتي للعبد من جهة ظنه به ( أنا عند ظن عبدي بي )**

**فاذكر الله كأنك تشهده** و اعبدِ الله كأنك تراه **

** وادع الله وأنت موقن بالإجابه **

**واطلب الله تجده تجاهك بنصرته وتأييده ... **
بسم الله الرحمن الرحيم
_______________ من لطائف رمضان و ليلة القَدْرِ _____________

تَولَّى العُمْرُ في سَهْوٍ ....... و في لَهْوٍ و في خُسْرِ
فيا ضَيعةَ ما أنفقتُ ....... في الأيام من عُمري
و مالي في الذي ضَيَّعتُ...... من عمريَ من عذر
فما أَغْفَلَنا عن واجبات ......... الحمد فيه و الشكرِ
أما قد خصَّنا الله .......... بشهرٍ أيَّما شهرِ ؟!
بشهرٍ أنزل الرحمن .......... فيه أشرف الذِّكْرِ
و هل يشبهه شهر ......... و فيه ليلة القَدْرِ ؟!
فكم من خير صَحَّ ......... بما فيها من الخيرِ
رَوْينا عن ثقات أنها ........ في ليلة القدرِ
فطوبى لامرئ يطلبها ........ في هذه العَشْرِ
ففيها تنزل الأملاكُ ........ بالأنوار و البرِّ
و قد قال ( ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلامٌ هي حتى مَطْلع الفجر )
ألا فادَّخِروها ......... إنها من أنفس الذُّخْرِ
فكم من معتَق فيها ......... من النار و لا يدري

عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه و آله و صحبه وسلم :
{ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدر ما أقول فيها ؟؛ قال : قولي (( اللهم إنك عَفُوٌّ تحب العفو فاعف عني )) . }

فالعفو من أسمائه تعالى و هو المتجاوز عن سيئات عباده الماحي لآثارها عنهم , و هو يحب العفو جل وعلا , فيحب أن يعفوَ عن عباده , و يحب من عباده أن يعفوَ بعضهم عن بعض , فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه
و عفوه أحب إليه من عقوبته .

و إنما أُمر العبد بسؤال العَفْوَ في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الطاعات و القربات فيها و فيما سبقها من ليالي العشر لأن العارفين بالله يجتهدون بها في الأعمال الصالحات ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً و لا حالاً و لا مقالاً فيرجعون إلى سؤال العفو من العَفُوِّ الكريم .
و كان أحد العارفين يقول في دعائه : ( اللهم ارضَ عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا )
و أختم حديثي هذا بقول الشاعر العربي :
عسى و عسى من قبل وقت التَفَرُّقِ ...... إلى كل ما ترجو من الخير تَلْتقي
فيُجْبَر مكسور , و يُقْبَل تائب ....... و يُعتَق خطَّاءٌ و يَسْعَدُ من شَقي


بإشراف سيدنا الشيخ الإمام أ.د. محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
إعداد خادمة العلم والعلماء د. نورا عبد اللطيف الفرفور الحسني
سم الله الرحمن الرحيم

ليلة القدر ..
ليلة الدرِّ و درَّةُ اللَّيالْ

*لماذا أنزل القرآن في ليلة القدر ؟
*وما هي ليلة القدر ؟
*و هل ليلة القدر دائرة في السنة كلها أم هي في العشر الأواخر من رمضان في ليلة وِتْر ؟

أسئلة يجب الوقوف عندها ملياً ...
أ) أما إنزال القرآن في ليلة القدر فلأنَّ القرآن الكريم سيد الكتب المقدسة السماوية فناسب أن يكون نزوله في أشرف الليالي و هي ليلة السابع و العشرين من رمضان و هي ليلة القدر على قول الجمهور من العلماء ...

ب) و أما ليلة القدر فهي الليلة التي يتجلّى الله فيها على عباده بالقبول و المغفرة تجلياً خاصاً تتصل فيها السماء بالأرض , لذلك كان الدعاء فيها مستجاباً لدى الله عز وجل , و قد ورد الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم لما سُئل عنه : { اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي } ...

ج) و أما كون ليلة القدر دائرةً في السنة كلِّها فهو قول الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه و من تبعه ,
و أما سائر الفقهاء فلديهم أقوال :
1- قول بأنها في ليلة وتر من العشر الأواخر من رمضان و هو قول وجيه تدعمه السنة المشرفة
2-و قول بأنها في ليلة السابع و العشرين من رمضان و هو قول الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما و هو المشهور .
3-و يَتَرَجَّح لديَّ والله أعلم أن ليلة القدر ليلة اسْتَأْثَرَ الله بعلمها لا يعرفها على وجه التخصيص أحد من الناس إلا من شاء من عباده الأولياء و العرفاء ؛ قد تكون ليلة السابع و العشرين من رمضان و هو الأعم الأغلب , و قد تكون في غيره من ليالي السنة بلا تحديد و الله أعلم ...

هذا ؛ و الحكمة من تعميم الزمن في ليلة القدر هي استنهاض الهمم من العباد للطاعة , وعدم الارتكان على معرفة زمن ما .... والله تعالى أعلم .


و كتب
الاستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفُرفور الحسني
خادم العلم الشريف و المدرسة الربانية المجددية الإسلامية العالمية .
قصيدة لـؤلـؤ النُّــــــــــــــــــــــــــور ..

..
(تنشر لأول مرّة)


للإمام الأستاذ الدكتور محمّد عبد اللطيف صالح الفرفوري الحسني - حفظه الله


أفي كلِّ ربعٍ صــاحبٌ و حبيب؟! ... وفي كلّ أرضٍ عــــاذلٌ ورقيبُ؟!

وفي كلّ قلبٍ للمحبين حسرةٌ؟! ... وفي كل عيـــــد عَبْرةٌ ونحيبُ؟!

وأهلُ الهوى يُضنيـهمو أَلَمُ النَّوى ... فيُصبح منهمْ هــــــــــالكٌ وقريبُ

ولي في فيافي البِيد رحلةُ عاشقٍ ... وسُلوانُ ذي شوقٍ إليَّ يطيبُ

أَســـيرُ ويحدوني اشــتياقٌ ولوعةٌ ... وجُذْوَةُ حُبّ ضـــــــــارمٍ وَوَجيبُ

أُقطِّعها ، والشوقُ يَحدو مَطيَّتي ... وعن جانبيـــــــــها مَهْمَهٌ وكَثيـبُ

كأنَّ الدَّراري في الدُّجَى وهي رُصَّدٌ ... عُيــونُ رقيبٍ باتَ وهو غَضُوبُ

يَقودُ الهَوَى منّي زمــامي ، وإنّه ... لَصَعْبٌ قِيــــــادي قَبْلَهمْ وعَجيبُ

أَرَى كلَّ صَعْبٍ في رِضَاهمْ مُذَلَّلاً ... وكلُّ بَعيـــــــدٍ في الحبيبِ قَريبُ

وَقَفْتُ يَراعي طــــــاعةً لِجَمالِكُمْ ... فهل لي إليــــكمْ وَصْلَةٌ ونَصيبُ؟

ولي في هواهم سِفْرُ شوقٍ ولوعةٌ ... وآلامُ مُضْنَىً عاش وهو كئيبُ

ولي في حنايا القلب مَعْبَدُ ذِكْرِهمْ ... أُصلِّي به في حُبِّـــــهمْ وأَتـوبُ

همُ الروح مني ، والضُّلُوعُ ، وقبلتي ... إليهمْ ،ومحرابي لهم ،وهُروبُ

أُدافع في ذكراهمو غُرْبةَ النَّــــوى ... ولكنْ هواهمْ في الفـــؤاد يؤوبُ

حَديثي وشُغْلي والْتفافي ولوعتي ... بِذكرهمو يَحلــــــو بهمْ ويَطيبُ

أُفارقُ أَهلي في هواهمْ وصُحْبتي ... وفي القلب بيتٌ للجَمالِ رَحيبُ

* * *

هَوايَ بِسَــــلْعِ عند مُنْعَرَجِ اللِّوى ... وثَمَّ لَعَمْري دون ذاك سُـــــهوبُ

يُقَرِّبُه وَجْدٌ ، ويُبْعــــــــــدُه نَوَىً ... وذاكَ لَعَمْري في البـــــــلاد غريبُ

ولَمَّا بَدَا سَـــــــــلْعٌ وحَــرَّةُ وَاقمٍ ... ولاحَ لِأَنسَـــــــامِ الحبيــب هُبوبُ

تَضَوَّعتِ الأرجاءُ مِنْ طِيب نَشْرهِمْ ... وفاحتْ غَــــوَالٍ عندهمْ وطُيوبُ

ونَادَى مُنَــادٍ أيها الرَّكْبُ أَبْشـــرِوا ... فقد حُـطَّ إثــم عنكمو وذُنـــــوبُ

هنيئاً فأنتمْ في رحـــــــابِ مُحَمَّدٍ ... تَقَرُّ عيـــــــــونٌ منكمو وقُلـــوبُ

* * *

ولاحتْ لنا أنـــــــوار مكّــة والصَّفا ... وللقلب منّي لـــــــوعةٌ ووجيـبُ

بَــوَارِقُ لاحتْ لِلْمَقَــــامِ وزَمــزمٍ ... وللشوق في قلبي لظىً ولهيبُ

كؤوسُ رَحيـــقِ النُّــورِ صُبَّتْ بُلؤلؤٍ ... تَطُوف بها للعاشــــــقين قلـوبُ

نَعيمْي وقُرْبي رشفةٌ من كؤوسكمْ ... وإنْ حلَّ رُزْءٌ بعـدها وخُطـــوبُ

* * *

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ..
حقيقة النفس الإنسانية (الداء والدواء)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد ثبت لدى الحكماء أن النفس الإنسانية مهما بلغت في العلم والمكانة والسنِّ أنها طفل كبير ، وأنها بحاجةٍ دائمةٍ إلى رضاع لَبَان الحكمة ، وهي في جميع مراحل حياتها مدينةٌ إلى ذلك الرضاع ، وإذا كان الأمر كذلك فإن هذه النفس لن تستقيم إلا إذا اتصل هذا الأمر فلم ينقطع ، فهي قابلةٌ للخير والشر بحسب تلك المرحلة الأساسية من حياة الإنسان .

فإذا أُغدق على تلك النفس الخير والعطاء فشبعت لدرجة الترف فسدت كما تفسد الفسيلة المزروعة في الأرض الغارقة في المياه ؛فدواؤها العطش ؛ وهذا هو معنى التزكية في قوله تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] وفي قوله تعالى : {وَيُزَكِّيهِمْ } (سورة الجمعة 2 ) .
فليست التزكية سوى إرجاع الأمور إلى نصابها ، فما اشتد ظمؤه سقيناه وما اشتد شِبَعهُ أظمأناه حتى يستوي الأمران معاً فيرجعا إلى حدِّ الوسط والاعتدال .

وحين يشتدَّ المرض تجد الحكيم ( الطبيب) النطاسي الحاذق يجري عملاً جراحياً فيقطع ويبتر أو يصف الدواء المناسب لتعديل الكِفَّة .
ورحم الله البوصيري إذ يقول :
( والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على ------ حُبِّ الرَّضَاع وإن تفطمه ينفطمِ )
وكما قال العارف بالله زروق في تعريفه للتصوف ؛ في كتابه ( قواعد التصوف ) :
[التصوف مجاهدة النفس هواها في طاعة الله عزَّوجلَّ ]

ورحم الله ابن عطاء الله السكندري إذ يقول : [ ربما منعك فأعطاك وربما أعطاك فمنعك].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من محاضرة (بعنوان أسرار الصيام وحكمة تشريعه ومكارمه وأدابه) للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني

(مشرف الصفحة الفقير إليه تعالى محمد المبرور)
بسم الله الرحمن الرحيم
قطوف رمضانية 2

سمع العارف بالله الشبلي قائلاً يقول : ( يالله يا جواد ... )
فَتَأَوَّه رضي الله عنه و صاح : ( بلى يا جواد , فإنك أوجدت تلك الجوارح , و بسطتَ تلك الهمم , فأنت الجواد كل الجواد , فإنهم يعطون عن محدود , و عطاؤك لا حدود له ولا صفة , فيا جواد يعلو كلَّ جواد , وبه جاد كل من جاد )

وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
(كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس . وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن , وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فَلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة , لا يُسأل عن شيء إلا أعطاه ) أخرجه الإمام أحمد

الجود هو سعة العطاء و كثرته , والله تعالى أحقُّ من يُوصف بالجود و هو أجود الأجودين , و جوده عزّ وجلّ يتضاعف في مواسم خاصة كشهر رمضان و ليلة القدر و عشر ذي الحجة , و سيدنا رسول الله صلوات الله عليه تخلق بأخلاق الله فكان أجود الناس كلهم في كل مواطن الجود , فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر , و من تتبَّع سيرته الشريفة وجد أمراً عجباً و لا سيما في شهر رمضان الذي يجود الله به على عباده بالرحمة و المغفرة و العتق من النار و لا سيّما في ليلة القدر ليلة الدرّ والشرف .

و لقد سمى رسول الله صلوات الله عليه شهر رمضان شهر المواساة .
فمن لم يَقْدر على درجة الإيثار على نفسه فلا يَعْجزْ عن درجة أهل المواساة,
فلقد سئل بعض العارفين , ( لِمَ شُرع الصيام ؟) قال : ( ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع ) و هذه من حكمة تشريع الصيام ....

أما بعد ؛
فما أحوجنا اليوم إلى فقه الصيام في باطنه ,وَ تَذوُّق حلاوته , فنحن اليوم في عصر طغت فيه النزعة المادية القاتلة بحيث صار الإنسان رقماً , وانتزعت منه إنسانيته في الأعم الأغلب , فصار يشتد وراء شهواته في لهاث محموم , والله تعالى يقول في التنزيل :
{وَمَن أَعَرضَ عَن ذِكري فإنَّ له معيشةً ضَنْكَى * و نَحْشُرُهُ يومَ القيامةِ أَعْمَى}

هذا و لقد فهم الربانيون هذا المعنى فأفردوه بالكتابة و توسعوا فيه , و كان من ذلك فقه باطن للصيام و لسائر العبادات و التكاليف , فقه التلذذ و التذوق و القرب , فقه القلوب , فقه المحبين الذين تجاوزوا حرفية النص و غاصوا على أعماقه و جواهره فكان منهم السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها و سفيان الثوري و مالك بن دينار و عبد الله بن المبارك و هؤلاء الأعلام الذين عاشوا لغيرهم لا لأنفسهم فطيب الله ذكرهم في الدنيا والآخرة
{ رَضي الَلَّهُ عَنْهُم وَ رَضوا عنْه ذلكَ لِمَنْ خَشِي ربَّه }

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

بإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
إعداد خادمة العلم والعلماء : د. نورا عبد اللطيف الفرفور الحسني
سم الله الرحمن الرحيم

طرائف رمضانية ..

ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وآله و صحبه و سلم قال :

(( كل عمل ابن آدم له ؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز وجل إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به , إنه ترك شهوته و طعامه وشرابه من أجلي , للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه ,
ولَخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) رواه الإمام أحمد

هذا ولقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بشهر الصبر , والصبر ثلاثة أنواع :

1- صبر على طاعة الله
2- صبر عن محارم الله
3- صبر على أقدار الله المؤلمة ,
وتجتمع الثلاثة في الصوم .

وفي حديث سلمان مرفوعاً الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل رمضان : { و هو شهر الصبر و الصبر ثوابه الجنة }.

سُئل ذو النون المصري رضي الله عنه ؛ ( متى أحب ربي؟ قال : إذا كان ما يكرهه أمرَّ عندك من الصبر )

قال الشاعر :
إن كان رضاكم في سهري ... فسلام الله على وَسَني
وقال آخر :
عـــــــذابه فيك عَذْبُ .... و بُعْده فيك قُرْبُ
و أنت عندي كروحي ... بل أنت منها أَحبُّ
حَسْبي من الحب أني ... لما تحب أحـــبُّ

و أحلا ما في الصوم أنه يرقِّق قلب العبد المؤمن , فيستيقظ من غفلته , و يرقُّ قلبه للعبادة , ويبحث عن الفقراء و المعوذين لأنه ذاق ألم الجوع و الحرمان فيرجع عبداً صالحاً.

أجل ؛ إن الصائم الذي يدع طعامه و شرابه وشهوته لله تعالى يرجو عنده عوض ذلك الجنة فهذا قد تاجر مع الله و عامله , والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا , ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح , فلقد قال رسول الله صلوات الله عليه لرجل { إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا آتاك الله خيراً منه }
فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء , قال تعالى للصائمين :
( كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) نزلت في الصائمين .

قال الشاعر في الصائم والصائمة :
قد كُسي حُلَّة البهاء و طافت ... بأباريقَ حوله الخدَّامُ
ثم حُلِّي وقيل يا قارئُ ارْقَا ... فَلَعَمْري لقد بَرَآك الصيامُ

وأختم هذه المقولة المتواضعة بتهنئة رمضان :

(ساق الله إليكم سعادة هلاله , و عرَّفكم بركة كماله , و قسم لكم من فضله,
ووفقكم لفرضه و نفله , لقّاكم الله ما ترجونه , و رقّاكم إلى ما تحبّونه فيما تتلونه , جعل الله ما أظلكم من هذا الصوم مقرونا بأفضل القول , مؤذنا بأفضل القبول ,,,
أسعدكم الله بهذا الشهر , و وفَّاكم فيه أجزل المثوبة والأجر , و وفَّر حظكم من كل ما يرتفع من دعاء الداعين , وينزل من ثواب العاملين , وقَبِلَ مساعيكم و زكّاها , و رفع درجاتكم و أعلاها , و بلَّغكم من الآمال منتهاها و ظفرتم إن شاء الله بأبعدها وأقصاها)
والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم

دعاء ليلة النصف من شعبان المباركة :

اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه
يا ذا الجلال والإكرام , يا ذا الطول والإنعام
لا إله إلا أنت , ظهر اللاجين , و جار المستجيرين , و أمان الخائفين
اللهم إن كنت كتبتني عندك شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً علي في الرزق , فامحِ اللهم بفضلك شقاوتي و حرماني و طردي و إقتار رزقي و أثبتني عندك فيه سعيداً , مرزوقاً , موفقاً للخيرات , فإنك قلت و قولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل:
{ يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب }
إلهي بعطائك الأكرم في ليلة النصف من شعبان المكرم أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم إنك الأعزّ الأكرم ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


الأمــــــــــة الـوســـط
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ، لها حق الصَّدارة في المجتمع الإنساني ، وحق الريادة والأستاذية لمزايا وخصائص عديدة ؛ أبرزها على الإطلاق أنها الأمة الوسط في كل شيء ؛ فهي إذاً الأمة المستخلفة في الأرض لا لسبب عِرقي أو عنصري ، فالإسلام يرفض هذا المنطق الهدام ، بل لأنها بوسطيتها تلك تستحق هذه الخصائص في هذا الوجود بجدارة ؛
قال الله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]

والأمة الإسلامية كذلك أمة واحدة : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } [الأنبياء: 92] فوحدتها هذه تعطيها حق السيادة على الأمم لتكون لهم رحمةً وهدىً وضياءً وبركةً من حيث كانت غيرها لعنةً على الأمم والشعوب و الأجيال .

ولكن كيف يمكن لهذه الأمة الرائدة الماجدة أن ترجع لها مكانتها العالمية هذه ؟ وهي اليوم مفككة الأوصال والعُرى ، متنابذة متناحرة فيما بينها ، غرقت في بحار من الجدل في أمور تافهة فضاعت بين جانبي الإفراط والتفريط ، وضاعت وسطيتها التاريخية وهي أعظم ميزاتها وخصائصها ، فضاعت حينئذ معاييرها الصحيحة الحاكمة، وضاعت بذلك وحدتها وذهب مجدها وعزها وانتصاراتها ؛ وكان ذلك كله نكبة ً على الإنسانية وخسارةً لها ، وهي أحوج ما تكون اليوم إلى الأمة الإسلامية متوجةً بإسلامها ووسطيتها ووحدتها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الوسطية في الإسلام
للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مشرف الصفحة الفقير إليه تعالى محمد المبرور)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الفكر الرباني التجديدي تأصَّل وتجذَّر عَبْرَ القرون حتى أَضحى مدرسةً بمعنى تَيَّارٍ جَارفٍ قوي ، فانتقل من كونه ظاهرةً إلى كونه حياةً متحركة نابضة تقوم بشخصياتٍ رفيعة المستوى نادرة يجعلها الله حجةً له على خَلْقه .
فإذا رجعنا إلى الكتاب والسنة وعصر الصحابة والتابعين وتأملنا في القرآن الكريم والحديث الشريف ؛
1.وجدنا القرآن ينوِّه بشعبة من شعب الدين ومهمة من مهمات النبوة يعبِّر عنها بلفظ :(التزكية) ويذكرها ركناً من الأركان الأربعة التي بعث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لتحقيقها وتكميلها : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } وهي تزكية النفوس الإنسانية وتهذيبها وتحليتها بالفضائل وتخليتها من الرذائل .
إنها التزكية التي ترى أمثلتها الرائعة في حياة الصحابة رضوان الله عليهم وإخلاصهم وأخلاقهم الرفيعة وحياة آل البيت الأطهار رضي الله عنهم وأرضاهم ، تلك التي كان من نَتَاجها هذا المجتمعُ الصالح الفاضل المثالي ، الذي ليس له نظير في التاريخ ، وهذه الحكومة العادلة الراشدة التي لا مثيل لها في العالم .
2.ووجدنا لسان النبوة يلهج بدرجة هي فوق درجة الإِسْلَام والإيمان ؛ ويُعبَّر عنها بلفظ (الإحسان) ومعناها : (كيفية من اليقين والاستحضار لا تزال ترفع من همة السالك إلى الله بصحبة المرشد ـ شيخ التربية ـ حتى توصله إلى الملأ الأعلى ) يجب أن يعمل لها العاملون ويتنافس فيها المتنافسون ، فَيُسْأَلُ الرسول صلى الله عليه وسلم : ما الإحسان ؟ فيقول : (( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )) .
3.ووجدنا الشريعة المطهرة وما أُثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، من الأقوال والأفعال والأحوال و دُوِّن في الكتب ، ينقسم إلى قسمين ؛
‌أ - القسم الأول : أفعالٌ وهيئاتٌ وأمورٌ محسوسةٌ كقيام وقعود وركوع وسجود وتلاوة وتسبيح وأدعية وأذكار وأحكام ومناسك ، قد تكفَّل بها الحديثُ روايةً ودرايةً وتدويناً ، والفقهُ استنباطاً واستخراجاً وتخريجاً ، وقام بذلك المحدثون والفقهاء – جزاهم الله عن الأمة – فحفظوا للأمة دينها وسهَّلوا لها العمل به .
‌ب - وقسم آخر : هو كيفيات باطنة كانت تصاحب هذه الأفعال والهيئات عند أدائها ، وتلازم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله وهي كثيرة ، وأُماتها سبع هن ؛
1) الإخلاص والاحتساب
2) الزهد في الدنيا وإيثار الآخرة على العاجلة بغنى القلب
3) الصبر والتوكل
4) الإيثار والسخاء
5) الأدب والحياء
6) الخشوع والضراعة والابتهال إلى الله
7) الشوق إلى عالَمِ النور .
هذه الكيفيات الباطنة والأخلاق الإيمانية هي من الشريعة بمنزلة الروح من الجسد ، والباطن من الظاهر .
فلئن سُمِّي العلم الذي تكفَّل بشرح القسم الأول وإيضاحه وتفصيله والدلالة على طرق تحصيله : (فقهَ الظاهر) ، سُمِّي هذا العلم الذي يتكفل بشرح هذه الكيفيات الباطنة ويدل على طرق الوصول إليها : (فقهَ الباطن) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الربانية الإسلامية المجددية العالمية
( مدرسة وسلوكاً و دعوة)
للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفورالحسني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مشرف الصفحة الفقير إليه تعالى محمد المبرور )
لوسطيــــــــة فـــــــــي الإســــــــــــلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن موضوع الوسطية في الإسلام هو من أبرز الموضوعات وأشدها خطورةً وأثراً ؛ ذلك لأن المسلمين اليوم وهم يواجهون مشكلات الحضارة وتحديات العصر ومعركة البقاء ، لا يواجهون ذلك كله وهم على منهج واحد كما تواجه الأمم الأخرى هذه التحديات المصيرية ، بل هنالك مناهج لدينا نشأت من الابتعاد عن المنهج الواحد الأمثل وهو المنهج الوسط الذي ارتضاه الله لنا في إسلامنا : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]
وهو الذي كان عليه سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وأصحابه الأطهار وآل بيته الأبرار ، وكان عليه الخلفاء الراشدون المهديون من بعده ، وكل ابتعاد عن هذا المنهج الوسط الأمثل يولِّد الفرقة والتناحر والتشتت ، فلم تظهر الفِرق في الإسلام إلا لما ظهر الغلو في فهم الدين إفراطاً أو تفريطاً ؛ فبدأ التصدع والشرخ في القلعة الإسلامية ، وكبر هذ الشرخ مع مرِّ الزمان ، وكثرة الفتن ، وتَشعُّب الآراء ، والمبالغة في الغلو في الأحكام والسلوك والولاء .
فلم أجد أشد خطراً على الأمة الإسلامية وفتكاً فيها ، وتهديداً لبقائها من هذا الخطر الداهم الذي يأتي على بنيانها من القواعد ، فهو كما ورد في الحديث : (( إِيَّاكُمْ وَالْبُغْضَةَ، فَإِنَّهَا هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ لَكُمْ : تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ )) (1)
ولم يبلغ عدونا منا بالأمس ولافي اليوم ولن يبلغ في الغد ما بلغناه نحن من أنفسنا بضياع وسطيتنا ، ومن ثمَّ بضياع وحدتنا التي هي سرُّ بقائنا ووجودنا ؛ وهي بَعْدُ مصيرنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد
من كتاب الوسطية في الإسلام
للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مشرف الصفحة الفقير إليه تعالى محمد المبرور)
رسالة إلى الله عز وجلّ

قال الإمام الشافعي في كتاب ( الدرّ النظيم في خواص القرآن العظيم ) في الكلام على البسملة :

ولقضاء الحوائج ما نقل بخط بعض العارفين عن جعفر الصادق أنه قال :

((من كانت له حاجة مهمة إلى الله تعالى فليكتب رقعة_ورقة ...فيها :

( بسم الله الرحمن الرحيم . من عبده الذليل إلى ربه الجليل * {أنّي مسَّنىَ الضرُّ و أنت

أرحم الراحمين}*)

ويرمي الورقة في الماء الجاري ويقول :

(اللهم بمحمدٍ و آله الطيبين و صحبه المرتضين اقضِ حاجتي يا أكرم الأكرمين)

وتذكر حاجتك فإنها تقضى بإذن الله تعالى .. ))


من كتاب أوراد الأوراد
لسيدنا الشيخ الإمام الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني


(خادمة العلم والعلماء : مشرفة الصفحة د. نورا عبد اللطيف الفرفور الحسني )
هذه صورة الوالد الكريم البروفوسور الدكتور فضيلة الشيخ الإمام المحدث
محمد عبد اللطيف الفرفوري الحسني مع الدكتور حكم الزمان الرباني المجددي حمره أثناء مناقشته لإجازته العلمية في ماليزيا قبل أيام . ومن فضل الله تعالى تشرفت بإجازتي من فضيلته بالإجازة العلمية ..و إجازة في الحديث النبوي الشريف.و إجازة في الرقية الشرعيه الربانية المجددية العالمية. ممهورتاُ بخاتمه الشريف وإمضائه الكريم.


معجــــزة الإســـــراء والمعــــــراج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بســـــــم اللــــــه الرحمــن الرحيــم

{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الإسراء:]

إن هذه الآية لهي برهان على صحة الإسراء وصدق المعجزة فنظم هذه الآية ودلائل الإعجاز فيها كثيرة ، فالنظم الكريم يشير أولاً إلى عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى و إلى عِظم المعجزة وخرقها للعادة فالعرب تعبِّر عن كل شيء عجيب بالتسبيح ، سبحان الله .
أسرى سبحانه وتعالى بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليلاً ، لقد زيدت كلمة ليلاً بعد كلمة أسرى ، وأسرى من السُّرى ، والسُّرى هو السير في الليل ، لتدل على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سراج ، والسراج لا يظهر نوره ولا يُستفاد منه إلا في الليل ، فهو صلوات الله عليه كوكب نُوراني ضوؤه يملأ الدنيا ، لقد كان الإسراء في عتمة الليل المظلم ، وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر .
والجميل في هذا أن المعراج الكريم إنما ورد في صدر سورة النجم ليدلَّ ذلك على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كوكب نوراني يسير في الليل فيملأ ضوؤه ما بين السماء والأرض ، ثم يعرج وقد أصبحت له في باطنه طبيعة غير طبيعته الإنسانية ، لقد جهز الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة المباركة بنورانية عظيمة، وصفاء عجيب وتوهج شديد ، فصفا ولطف ، فليس عجيباً أن يُسرى به وأن يُعرج به وأن يشق الموج المكفوف بين السماء والأرض ، فهو كوكب ، وهو نور ، وهو سراج ، لم يعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذلك البشر فقط ، بل زاد عليه صفاء في سره ، ونورانية في قلبه ، ولطافة في إحساسه ، لقد جهزه الله سبحانه وتعالى بشيء أسمى وأعلى حتى استطاع أن يصل إلى سدرة المنتهى وإلى ما بعدها ليرى من آيات ربه الكبرى ، لقد ملأ ت نورانية النبي الأعظم صلوات الله عليه العالم ، فهو سراج منير ، قال الله تعالى في التنزيل : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } [الأحزاب: 45 - 46]
رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة آياتٍ ومعجزاتٍ باهرات تشريفاً وتعظيماً له ، قال لله تعالى : { لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} وفي هذا دلالة باهرة على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الرائد الأول للعلم ، فهو الذي شق عُبَاب السماء والأرض ، يقول لأمته من بعده بلسان حاله: إن الله سخر لي الأفلاك ، لأنني نبي ورسول ، هذه معجزة لي ، أما أنتم فعليكم أن تسخروا الأفلاك بالعلم ، وعلى المسلمين أن يتعلموا حتى يصلوا إلى الأفلاك والمجرات ، وليس ذلك مستحيلاً ؛
إذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذ ه المعجزة العظيمة رأى وسمع ، فمن الذي أسمعه و أراه ؟ إنه الله عزوجل ، وهو السميع البصير على الحقيقة ، فلا داعي إلى الاستغراب والتعجب من آيات رآها صلى الله عليه وسلم بقدرة الحق جل وعلا ، الذي تكفل بحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في رحلته المعجزة ، وإسرائه المبارك ، ليست هذه المعجزة ، سمواً روحياً فحسب ، وإنما اصطفاء واختيار من الله سبحانه وتعالى ، وهو إسراء وإسماع وإبصار ، و تكريم وتشر يف لنبي كريم أحبه الله تعالى و اصطفاه .

يا صفوة الخلق في مسراك معجزةٌ-----------------إني يطيب بها شعري وتبياني
سَرَيتَ تخترق السبع الطِّباقَ إلى ---------- أن جُزْت سِدْرَتَها في قُدْسهِا الداني
مَواكبُ النور حفَّت في مسيرتها ------------------ مَسْرَاكَ يا خير عدنانٍ وقحطانِ
جزتَ السمواتِ في ظلماءَ قاتمةٍ -------------في موكبٍ كنتَ فيه صاحَب الشانِ
فكنتَ فيها سراجاً لا يُطاوِلُه ------------------------شمسٌ أضاءت بأطيافٍ وألوانِ
وجزتَ عالَمنا الأدنى إلى مُثُلٍ -----------------من عالَم الغيب في جنات رضوانِ
حتى تَسلَّمتَ مفتاحَ الجِنانِ على --------------- رأس النبيين عن علم وعرفانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطبة جمعة
للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مشرف الصفحة الفقير إليه تعالى محمد المبرور)
هذا منايَ ، ولي من دونه أملٌ ....... بأن يكون هواكمْ حَشْو أَكفاني

.
قصيـــــــــــــدة ..


من وحي الإســــــــراء والمعراج ..

للإمام الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


آيات نورك في فرقانِ قرآني ............. آهاتُ وجدٍ على قيثار إيماني

وكأس حُبّيك يا خير الورى مَلأتْ .. قلبي وروحي وأشواقي ووجداني

بات الخليّون لا شوقٌ يُسَهِّدُهم .... وبتُّ في جَمرِ أشواقي وتحناني

أُخفي عن النّفس أسرار الهوى وعلى ...... خديَّ آثار أشواقٍ وأحزانِ

ولي رسائل شوقٍ لست أذكرها ...... أَبُثُّها في صَبا شدْوي وألحاني

إذا ذكرتُك يا خير الورى اضطرمت .. جوانحي ، وانثنى عزمي وتِبياني

وإن ذكرتُ شذا علياك في ملأٍ ............ فاحت نسائم أزهار وأغصانِ

قلبي صريع هوى خير الوجود ومن ............... أللهُ أيدَّ مَسْراه بفرقانِ

محمدٍ سيّدِ الدّنيا وضَرَّتِها ........... وصَفوةِ الخَلْقِ من إنسٍ ومِن جانِ

* * *

يا خير من قد رقَى السَّبع الطِّباقَ على ... نورٍ تحفُّ به أّملاكُ رحمانِ

إذا ذكرتكَ هذا منتهى أملي .......... وإن سَكتُّ فواحُزْني وخُسْراني

يكاد قلبيَ من شوقٍ يذوب لظىً .حتّى أُكفكفَ من شوقي وتحناني

* * *

يا صفوة الخلق في مسراك معجزةٌ . إنّي يطيب بها شعري و تِبياني

سَرَيتَ تخترق السّبع الطِّباقَ إلى.أن جُزْت سِدْرَتَهافي قُدْسهاالدّاني

مَواكبُ النّور حفَّت في مسيرتها ...... مَسْرَاكَ يا خير عدنانٍ وقحطانِ

جزتَ السّمواتِ في ظلماءَ قاتمةٍ.في موكبٍ كنتَ فيه صاحب الشّانِ

فكنتَ فيها سراجاً لا يُطاوِلُه ............. شمسٌ أضاءت بأطيافٍ وألوانِ

وجزتَ عالَمنا الأدنى إلى مُثُلٍ ..... من عالَم الغيب في جنّات رضوانِ

حتى تَسلَّمتَ مفتاحَ الجِنانِ على ..... رأس النّبيين عن علم وعرفانِ

* * *

يا أحمد النّور يا خير البريّة مَنْ ................... حَبَاه ربّي بآيات وقرآنِ

قد كانَ مَسْراك للإسلام مفخرةً ....... سما على كتب ضلَّتْ وأديانِ

شريعةٌ كَمُلتْ علماً ومعرفةً ......... دستورها الوحي من آيٍ وفُرقانِ

أصحابكَ الغُرُّ شادوها مُدَعَّمةً ................ وأيَّدوها بأبطالٍ وشُجعانِ

حتى تَسَامتْ إلى الجّوزاء سامقةً ......... ولم تُبالِ بفرسانٍ وتيجانِ

حضارةٌ لم تَزَلْ نوراً لعالمَنا ............ بها تَسَامى إلى ما فوق كيوانِ

* * *

في يوم مسراكَ يا خير الوجود غدت ... ذكراكَ أطيبَ من رَوحٍ وريحانِ

مذ كان فيكم هوى نفسي مُوَلَّهةً ..... فارقْتُ فيكم أحبّائي وخُلَّاني

أُهدى شذاك إلى علياكَ صادحةً ............ لك القوافي بأوتار وألحانِ

أُصفيكَ قلبيَ آهاتٍ أُرتِّلُها .............. آياتِ شوقٍ كما أُصفيكَ تِبْياني

هذا منايَ ، ولي من دونه أملٌ ....... بأن يكون هواكمْ حَشْو أَكفاني

.

سم الله الرحمن الرحيم

سبائك زجاجة المصباح في ورد إسراء الأرواح

بسم الله الرحمن الرحيم

( الله نور السّموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزّجاجة كأنّها كوكب درّيٌّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة يكاد زيتها يضيء ولولم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للنّاس والله بكلّ شيء عليم )صدق الله العظيم

( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيّما لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً حسنا *) صدق الله العظيم

اللهم إنّي أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى في هذه الليلة المباركة من خواتيم شهر رجب الحرام أن تغفر لي بغفرانك * و تحفظني بحفظك و رضوانك * وتكلأني بكلاءتك * وتعطيني من عطائك * وتكرمني بكرمك * وتجعلني لديك ممن رضيت عنهم برضائك * ولا تمتحني ببلائك * فإني في قبضتك و قضائك * فعاملني يا حيّ يا قيّوم بإحسانك لا بعدلك وقضائك * فإنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك فوق أرضك وتحت سمائك * فاقبلْ بفضلك وجودك وكرمك من عبدك هذه السبائك * من الملائك * على الارائك *
اللهم واجعل ذلك في إسراء الأرواح على زجاجة المصباح في فتح الفتّاح * وعلى ثغر النّرجس الفوَّاح * في علوم الإصلاح والإصطلاح *
اللهم فأعطني يا مولاي فهماً في كتابك * ووقوفاً على أعتابك * وحباً لأحبابك
واجعلني ممن آمنوا وعملوا الصّالحات لترزقهم منك أجراً حسناً * و آلاءً و مننا * و اجعل جنّة المعارف في الدنيا لهم وطنا * وجنّة الزّخارف في يوم القيامة عليهم سكنا *
و اجزِ عنّا سيدنا و مولانا و نبيّنا محمداً خير ما جزيت نبيّاً عن قومه و رسولاً عن أمّته * وشفّعه فينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم * وصلّ يا ربّ عليه وعلى آله الأطهار * وصحابته الأبرار * والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين * و ارضَ اللهم عن العلماء الرّبّانيين أصحاب التّمكين * ومن اتبعهم و رُزق محبتهم مثل ذلك * يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث يا أرحم الرّاحمين * والحمد لله ربّ العالمين .

وكتب ؛ خادم العلم الشّريف والدّعوة الرّبّانيّة المجدّديّة الإسلاميّة العالميّة

محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني

لـ 26 رجب الحرام / 1434 هـ
5 / 6 / 2013 م

Tidak ada komentar:

Posting Komentar