الربانية والولاية في المعراج العرفاني الإسلامي([1])
المطلب الأول : الرَّبَّانِيُّ
والرِّبِّيُّ
1- جاء في (لسان
العرب) تحت مادة (ربب) :
(الرِّبِّيُّ
والرَّبَّانِيُّ : الحِبْر وربُّ العلم ، وقيل : الرَّباني الذي يعبد الرَّب ، زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب
، وقال سيبويه : زادوا ألفاً ونوناً في الرَّباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب
دون غيره ، كأن معناه صاحب علم الرب دون غيره من العلوم ، والرِّبِّي : منسوب إلى
الرب ، والرِّباني : الموصوف بعلم الرَّب ، وقال ابن الأعرابي : الرِّباني العالم
المعلِّم الذي يغذو الناس بصغار العلم قبل كبارها ، وقيل : هو من الرَّب بمعنى التربية
، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها ، والرِّباني العالم الراسخ في
العلم والدين ، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله ، وقيل : العالم العامل المعلِّم ،
وقيل : الرِّباني العالي الدرجة في العلم ، قال أبو عبيد : الرَّبانيون العلماء
بالحلال والحرام والأمر والنهي ، وروي عن زِرّ بن عبد الله في قوله تعالى : ﮉ ﮂ ﮃ ﮈ ([2]) قال : حكماء علماء ، وقال غيره : الرِّباني المتألِّه العارف بالله
تعالى)([3])
اهـ .
وانظر مثل ذلك في (تاج
العروس شرح القاموس) للزبيدي .
2- وجاء في التفسير
الكبير (مفاتح الغيب) للإمام الفخر الرازي رحمه الله :
(ذكروا في تفسير
الرِّباني أقوالاً :
أ.
الأول
: قال سيبويه : الرِّباني المنسوب إلى الرب بمعنى كونه عالماً به ومواظباً على
طاعته .
ب. والثاني : قال المبرد : الرَّبانيون أرباب العلم ،
والرِّباني هو الذي يُربِّ العلم ويُربِّ الناس أي يعلمهم ويصلحهم ويقوم بأمرهم
فالألف والنون للمبالغة ، ثم ضمت إليه ياء النسبة ، فالرِّباني على قول سيبويه
منسوب إلى الرَّب على معنى التخصيص بمعرفة الرَّب وبطاعته ، وعلى قول المبرد
الرِّباني مأخوذ من التربية .
ج.
والثالث
: قال ابن زيد : الرِّباني هو الذي يرب الناس ، فالرَّبانيون هم ولاة الأمة
والعلماء ؛ وهم الفريقان اللذان يطاعان ، وعلى كل فهي تدل على الإنسان الذي عَلِمَ
وعَمِلَ بما علم واشتغل بتعليم طرق الخير)([4]) اهـ .
3- وجاء في (محاسن
التأويل) للقاسمي :
(يقول لهم كونوا
ربَّانيين أي منسوبين إلى الرَّب لاستيلاء الرُّبوبية عليهم وطمس البشرية بسبب
كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله ، أي كونوا عابدين مرتاضين بالعلم
والعمل والمواظبة على الطاعات حيثما تصيروا ربَّانيين بغلبة النور على الظلمة)([5])
.
وقال نقلاً عن
المهايمي : الرَّبانيون ، أي الزُّهاد والعبَّاد([6])
.
4- وجاء في (روح
المعاني) للآلوسي ما نصه :
(فسر علي كرم الله
وجهه وابن عباس الرَّباني بالفقيه العالم ، قتادة والسدي بالعالم الحكيم ، وابن
جبير بالحكيم التقي ، وابن زيد بالمدبر أمر الناس .
وهو منسوب إلى الرَّب
كإلهيّ ، والألف والنون يزادان في النسب للمبالغة ، وقيل : إنه منسوب إلى ربان صفة
كعطشان بمعنى مربي .
وقال مجاهد : الرَّبانيون
العلماء الفقهاء وهم فوق الأحبار ، قال شيخ الإسلام: وإنما الرَّبانيون والأحبار
خلفاء الأنبياء ونواب لهم)([7])
.
5- وفي (معجم ألفاظ
القرآن الكريم) لمحمود العقاد ما نصه :
(الرِّبِّي : العالم
الراسخ في علوم الدين وجمعه ربِّيون ، الرَّبَّاني : العالم الراسخ في علوم الدين
وجمعه رّبَّانيون)([8])
.
المطلب الثاني : الوَّلِيُّ
والولاية
1- جاء في (لسان
العرب) تحت مادة (ولي) :
(الولي هو الناصر ،
وقيل : المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها ؛ وهذا في أسماء الله تعالى ،
قال ابن الأثير : وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وقيل : الوِلاية
الخطة ، والوَلاية المصدر ، وقال ابن السكيت : الوِلاية : السلطان والوَلاية
النصرة ، قال سيبويه : الوَلاية المصدر والوِلاية الاسم ، والولي : الصديق والنصير
، وقال ابن الأعرابي : الولي التابع المحب ، والولي : ضد العدو)([9])
.
2- جاء في (تاج العروس
شرح القاموس) للزبيدي تحت مادة (ولي) :
(الولي له معان كثيرة
، منها المحب وهو ضد العدو واسم من والاه إذا أحبه ، ومنها الصديق ، ومنها النصير
من والاه إذا نصره وولي الشيء وولي عليه وِلاية ووَلاية ...)([10])
.
3- جاء في (التفسير
الكبير مفاتح الغيب) للفخر الرازي عند قوله تعالى : ﮉﯴ ﯵ
ﯶ ﮈ ([11]) : (أي في مثل ذلك الوقت وفي مثل ذلك المقام تكون الولاية لله يوالي
أولياءه فيغلّبهم على أعدائه ويفوض أمر الكفار إليهم ، فقوله (هنالك) إشارة إلى
الموضع والوقت الذي يريد الله إظهار كرامة أوليائه وإذلال أعدائه ... والوجه
الثالث ؛ المعنى ﮉ ﯴ ﯵ ﯶ ﮈ ينصر بها أولياءه المؤمنين على الكفرة
وينتقم لهم ويشفي صدورهم من أعدائهم)([12])
.
4- وجاء في (تفسير
القاسمي المسمى بمحاسن التأويل) :
(والولي : القريب
والناصر ، لأن أصله القرب المكاني ثم جعل للمعنوي ...
قال الشهاب : جاء في
اللغة : (الوَِلاية) مصدراً بالفتح والكسر ، فقيل : هما لغتان فيه بمعنىً واحد ،
وهو القرب الحسي والمعنوي ...)([13])
.
(الوَلاية
: بفتح الواو أي النصرة لله وحده لا يقدر عليها أحد غيره ... وقرئ (الوِلاية) بكسر
الواو بمعنى السلطان والملك ، أي هنالك السلطان له والملك لا يغلب ولا يمتنع منه ،
أو في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر ...)([14])
Tidak ada komentar:
Posting Komentar