Minggu, 06 Juli 2014

الرَّبَّانِيُّ والرِّبِّيُّ



الربانية والولاية في المعراج العرفاني الإسلامي([1])

المطلب الأول : الرَّبَّانِيُّ والرِّبِّيُّ

1- جاء في (لسان العرب) تحت مادة (ربب) :
(الرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ : الحِبْر وربُّ العلم ، وقيل : الرَّباني الذي يعبد  الرَّب ، زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب ، وقال سيبويه : زادوا ألفاً ونوناً في الرَّباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب دون غيره ، كأن معناه صاحب علم الرب دون غيره من العلوم ، والرِّبِّي : منسوب إلى الرب ، والرِّباني : الموصوف بعلم الرَّب ، وقال ابن الأعرابي : الرِّباني العالم المعلِّم الذي يغذو الناس بصغار العلم قبل كبارها ، وقيل : هو من الرَّب بمعنى التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها ، والرِّباني العالم الراسخ في العلم والدين ، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله ، وقيل : العالم العامل المعلِّم ، وقيل : الرِّباني العالي الدرجة في العلم ، قال أبو عبيد : الرَّبانيون العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهي ، وروي عن زِرّ بن عبد الله في قوله تعالى :        ([2]) قال : حكماء علماء ، وقال غيره : الرِّباني المتألِّه العارف بالله تعالى)([3]) اهـ .
وانظر مثل ذلك في (تاج العروس شرح القاموس) للزبيدي .

2- وجاء في التفسير الكبير (مفاتح الغيب) للإمام الفخر الرازي رحمه الله :
(ذكروا في تفسير الرِّباني أقوالاً :
‌أ.            الأول : قال سيبويه : الرِّباني المنسوب إلى الرب بمعنى كونه عالماً به ومواظباً على طاعته .
‌ب.       والثاني : قال المبرد : الرَّبانيون أرباب العلم ، والرِّباني هو الذي يُربِّ العلم ويُربِّ الناس أي يعلمهم ويصلحهم ويقوم بأمرهم فالألف والنون للمبالغة ، ثم ضمت إليه ياء النسبة ، فالرِّباني على قول سيبويه منسوب إلى الرَّب على معنى التخصيص بمعرفة الرَّب وبطاعته ، وعلى قول المبرد الرِّباني مأخوذ من التربية .
‌ج.        والثالث : قال ابن زيد : الرِّباني هو الذي يرب الناس ، فالرَّبانيون هم ولاة الأمة والعلماء ؛ وهم الفريقان اللذان يطاعان ، وعلى كل فهي تدل على الإنسان الذي عَلِمَ وعَمِلَ بما علم واشتغل بتعليم طرق الخير)([4]) اهـ .

3- وجاء في (محاسن التأويل) للقاسمي :
(يقول لهم كونوا ربَّانيين أي منسوبين إلى الرَّب لاستيلاء الرُّبوبية عليهم وطمس البشرية بسبب كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله ، أي كونوا عابدين مرتاضين بالعلم والعمل والمواظبة على الطاعات حيثما تصيروا ربَّانيين بغلبة النور على الظلمة)([5]) .
وقال نقلاً عن المهايمي : الرَّبانيون ، أي الزُّهاد والعبَّاد([6]) .



4- وجاء في (روح المعاني) للآلوسي ما نصه :
(فسر علي كرم الله وجهه وابن عباس الرَّباني بالفقيه العالم ، قتادة والسدي بالعالم الحكيم ، وابن جبير بالحكيم التقي ، وابن زيد بالمدبر أمر الناس .
وهو منسوب إلى الرَّب كإلهيّ ، والألف والنون يزادان في النسب للمبالغة ، وقيل : إنه منسوب إلى ربان صفة كعطشان بمعنى مربي .
وقال مجاهد : الرَّبانيون العلماء الفقهاء وهم فوق الأحبار ، قال شيخ الإسلام: وإنما الرَّبانيون والأحبار خلفاء الأنبياء ونواب لهم)([7]) .

5- وفي (معجم ألفاظ القرآن الكريم) لمحمود العقاد ما نصه :
(الرِّبِّي : العالم الراسخ في علوم الدين وجمعه ربِّيون ، الرَّبَّاني : العالم الراسخ في علوم الدين وجمعه رّبَّانيون)([8]) .


المطلب الثاني : الوَّلِيُّ والولاية

1- جاء في (لسان العرب) تحت مادة (ولي) :
(الولي هو الناصر ، وقيل : المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها ؛ وهذا في أسماء الله تعالى ، قال ابن الأثير : وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وقيل : الوِلاية الخطة ، والوَلاية المصدر ، وقال ابن السكيت : الوِلاية : السلطان والوَلاية النصرة ، قال سيبويه : الوَلاية المصدر والوِلاية الاسم ، والولي : الصديق والنصير ، وقال ابن الأعرابي : الولي التابع المحب ، والولي : ضد العدو)([9]) .

2- جاء في (تاج العروس شرح القاموس) للزبيدي تحت مادة (ولي) :
(الولي له معان كثيرة ، منها المحب وهو ضد العدو واسم من والاه إذا أحبه ، ومنها الصديق ، ومنها النصير من والاه إذا نصره وولي الشيء وولي عليه وِلاية ووَلاية ...)([10]) .

3- جاء في (التفسير الكبير مفاتح الغيب) للفخر الرازي عند قوله تعالى :         ([11]) : (أي في مثل ذلك الوقت وفي مثل ذلك المقام تكون الولاية لله يوالي أولياءه فيغلّبهم على أعدائه ويفوض أمر الكفار إليهم ، فقوله (هنالك) إشارة إلى الموضع والوقت الذي يريد الله إظهار كرامة أوليائه وإذلال أعدائه ... والوجه الثالث ؛ المعنى         ينصر بها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم ويشفي صدورهم من أعدائهم)([12]) .

4- وجاء في (تفسير القاسمي المسمى بمحاسن التأويل) :
(والولي : القريب والناصر ، لأن أصله القرب المكاني ثم جعل للمعنوي ...
قال الشهاب : جاء في اللغة : (الوَِلاية) مصدراً بالفتح والكسر ، فقيل : هما لغتان فيه بمعنىً واحد ، وهو القرب الحسي والمعنوي ...)([13]) .
(الوَلاية : بفتح الواو أي النصرة لله وحده لا يقدر عليها أحد غيره ... وقرئ (الوِلاية) بكسر الواو بمعنى السلطان والملك ، أي هنالك السلطان له والملك لا يغلب ولا يمتنع منه ، أو في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر ...)([14])


([1]) ر؛ كتاب (المدرسة الربانية ورجالها الربانيون في الإسلام) للمؤلف نفسه ص145 149 .
([2]) آل عمران : 79.
([3]) ر؛ لسان العرب لابن منظور ج1 ص403 وما بعدها ، ونحو من مثله في تاج العروس شرح القاموس ج1/ص360 .
([4]) ر؛ مفاتح الغيب ج8 ص111 وما بعدها ، وج9 ص25 وما بعدها ، وج12 ص39 .
([5]) ر؛ محاسن التأويل ج3 ص873 .
([6]) ر؛ محاسن التأويل ج4 ص999 .
([7]) ر؛ روح المعاني ج3 ص207 وما بعدها ، وج6 ص142 وما بعدها .
([8]) ر؛ معجم ألفاظ القرآن ج1 ص462 وما بعدها .
([9]) ر؛ لسان العرب ج15 ص406 وما بعدها .
([10]) ر؛ تاج العروس ج10 ص399 وما بعدها .
([11]) الكهف : 44 .
([12]) ر؛ مفاتيح الغيب ج21 ص129 .
([13]) ر؛ محاسن التأويل ص3044 وما بعدها .
([14]) المصدر السابق ص4063 وما بعدها .

Tidak ada komentar:

Posting Komentar