Kamis, 30 Mei 2013

Ayah al-Imam Prof.Dr.Muhammad Abdul Latif Shalih al-Fururi al-Hasani al-Dimasyqi ( Imam Madrasah Ar-Rabbaniyyah al-Mujaddidiyyah )



العلامة المربي سيدي الشيخ محمد صالح بن عبد الله الفُرفُور [الحسني] الحنفي الدمشقي، و الذي على يمين الصورة و قد ظهر ظهره هو الشيخ عبد الستار السيد ( وزير الأوقاف الأسبق ) و بينهما الشيخ محمد علي الأحمد جباب .
والشيخ صالح من أكابر علماء الشام وجهابذة الإسلام ، كان فقيها متمكنا ومربيا فاضلا، متقنا مفننا شاعرا من أهل الزهد والصلاح مع الورع الثخين والقلب الذكي. وهو أعرف من أن يُذكر، وأشهر من أن يُشهر. وأُورد هاهنا قصيدةً من قريضه رثى فيها تِربه وصِنوه العلامة المربي سيدي الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني الشافعي -وقد توفي في نفس اليوم الذي توفي فيه الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف- رحمهم الله أجمعين.
يقول فيها -وليلتمس كلُ عاقل وطالب فيها أدب الأقران والأتراب فضلا عن العلماء والسادات-:
بَـيــنُ 1 الأحـبــة ألـقـى الـقلب في كَمَد ِ 2
و صـيّــَر الـعـيـــش في بُـؤس وفي نـَكَـد ِ 3
مــا قـيـمـة ُ الـعـيــش إن بـانــت أحـبـتــــــُه
لا خـيــر في لــذة فـيــه و لا رَغَـــــــــــــــــد
مــا لـلــمـصــائـب قــد حـلــت بســـاحـتـنـــا
و قــد ألـحَّــت على الـعـصـيــان و الـلَّــدَد ِ 4
تـخـتــار مـنــا خـيــارَ الـقــوم مســـرعـــــــة ً
و لــم تـبـــِت لـحـظـــة إلا عـلى الـضَّـمَـــد 5
قــد جــاءنــي نـعـيـُه في مـصــر وا أســفي
فـخِـلــت أن يـديْ قـد قُـطِـّعَــت بـيــــــــــدي
و جــاء نـعــيُ ابــن ِ مـحمـود ٍ* ضحى فغـدا
دمـعــي يَـســـحّ 6 على الأمـجــاد كـالـبَرَد ِ
نـعـيــا ً لـمـحمــود أم نـعـيـــا ً إلـى حســـن
و الـقلــب ُ قـد بــات مقروحا ً على عَـمَد ِ 7
جــرحــان في الـقلـب : جرح منك يا حسنا ً
و آخــر حَـــزَّهُ أودى 8 بـــه جَــلَــــــــــــــدي
يـــا قــلــب أنــت بـجــرح قــد تــَنــُو ء بـــــــه
فـكـيــف جــرحــان ؟ وا قلـبـي ووا كـبــــدي
وعــدتـنــي الـصـبــرَ إن نـابـتــك نــائـبـــــــــة
هـذي الـنـوائــب ُ لــم تُــوف ِ ولـم تَــعِــــــــد
صـبـــرا ً فـــإن قــضـــاء الله أبـــرمَــــــــــــــه
عـلى الـعـبــاد فـلــم يَــنـقُــص ولـم يَـــــــزد
بــالله هــل كُســـِفت شـمسُ العلا أسفـي
عـلى الـمـعــالــي كــأن الـشــمـس لم تَقِد
وبــات صـــاحـبـهــــا تــاجُ الـتـقــى حســــنٌ
فـي جـنــة الـخـلــد عـنـد الـمُـنـعـم الـصَّمَـد
تــالله قــد نـُقـصــت أرض الشـــآم بــمــــــــا
قـد بـــِنـتَ عـنـهـــا أبــا عـبـد مــن الـمَــــدَد
ودَّعـــتَ قــومــك في أ ُنـــس ومــكـرُمَـــــــةٍ
و زدتـهــم رشـــدا مــا شـــئـتَ مـن رَشَـــد
لـمَّـــا رأوكَ صـبــاحــــا ً مُـزمـعـــا ً ســــفــرا
في ذلـك الـيــوم ِ أو تـبـغـيــه يــَوم غـــــــــد
قــالــوا إلـى أيــن تسـعى ؟ قلت َ مبتسما ً
إمــا إلـى الـحـج ، أو إمــا إلـى الأبـــــــــــــد
فــاخـتـــار ربُّــك ُأخـــرى الســـفرتـيــن وقــد
نــاداك يــا حســنــا..... لـبـيــك يــا سـندي
يــا لـيـتـنــي كـنـت ُ يــوم الـبـَـيـــن بـيـنـَكُــم
أشــفـي غـلـيـلــي ولا ُأبـقـيــه قَــطُّ صــدي
بــرؤيـــة مـن سَـــنـى 9 وجـــه ٍ ُأقــبــلــــــهُ
تُـطـفـي لــواعــجَ 10 شــوق ٍ أحرقت كبدي
لــمــــا رَأوا نــعشـــك الـمـبـروكَ فــوقـهُـــــمُ
مـهـيـمـِنــا ً صـَدَدا 11 يـبــغـي إلى صَـــــدَد
و الــنـــاس ُ قــد ُأخِـذُوا مــن لــَوعــة وتــرى
دمـعــا ً يَـسِـــحُّ وقـلـبـــا ً ذاب َ مـن كَـمَــد ٍ
أوَّاهُ تُســـمــَعُ مــن سَـــودا قــُلــوبــهــــــــمُ
والـحـزن حَــزَّ قـلــوبَ الـمـوكــــب الـحَــشــِدِ
ســـارت بــنـعشـــك أقــوام عـديــدهــــــــم
عــدُّ الـحـصــى ورمـــال الـبـِيــدِ في الــعَدَد ِ
مــا كـنـــت ُ أحســـِبُ أن الـعــلــم ينزل في
طـيّ ِ 12 الـرُّمُـوس ِ ولا قــد دار في خَـلَدي
حـتـى رأيـــت ُ أبــا عــبــٍد ٍ يُــطــاف بـــــــــه
فـوق الـرؤوس ويـُمــسـِي داخــل الـلـَّحَـــد ِ
خـمســـون عــامــا ً لـقــد عــانــيتَ صحبتها
فــوق الـمـنــابــر في وعـظ و في رَشَــــــــد
ولــم تَــهُـــن هـمّــَة قَــعسَـــاءُ 13 أيّــَدَهـــا
ربُّ الـبـرايــــا بـتـأيــيــد مــن الـعُـتــــــُد ِ 14
هــذي الـمـحــاريــب تــبــكـي نـأيَ صـاحبها
كــذا الــمـنـابــر تـشـــكـو كـثــرة الـفـَنَد ِ 15
سَـــل ِ الشـــريــعـــة تُنْبي عـن مـواقـفـــه
قـد كـــان يـحـرســـهــا صَـدقــا و في جَهَد ِ
شـــهـم غَـيُـــور أبـــِيّ لا تــلــيــن لــــــــــــه
قـنــاة عــز ســـوى لـلـواحـــد الأحـــــــــــــد
صَــدق صـَبــور مَــنَــــاع لا قـــريـــن لــــــــــه
مــاضي الـعـزيـمـة بـل طَـلاَّعَــةُ الـنُّـجـد 16
صـُلــبُ الـعـقـيــدة كــم رَامــوا إلا نـَتَـهــــــــا
فـصــافَ 17 سهـمُـهمُ من شِدَّة الصَّلَد ِ 18
و إن قــومـــا ً أبــاحـــوا إلاعــوجـــاجَ بــهـــــا
مـا كـنــت فـيـهــم ولـم تـنـشـــأ ولـم تَـلِـــد
وقــلــت لـلـنــاس : مــا شــيء تـَعـبّـَدَنـــي
جـاه ودنـيــا وقـد أنـصـفـتَ في السَّـدَد ِ 19
لله ِ مـجـلُِســـك َ الـمــأنــوسُ صــاحــبُــــــه
يـَعـمُّــه الـبــِشـــر و الإخـلاص فـهــو نَــــدي
أحـدوثــة مـنـك تُـحـيــي قــلــبَ ســـامـعهـا
أحـلــى مـن الـعـســل الصافي من الشَّهَد ِ
طـلـق ُ الـمـحـيــا كـريــم في شـــمـائـلـــــه
ألـفـاظــه مـثــل حــب الـلـؤلــؤ الـنّـَضــد ِ 20
عـلاَّمــةُ الـعـلـــم والـتـحـقـيــقُ ديــدنـــُـــــه
حـلُّ الـمـشـــاكـل مـن لـَبـس ومـن عُـقَــد ِ
ألــذُّ ســـاعــاتــه ســـاعــاتُ مـشـــكـلـــــة
أعـيَــت عـقــول ذوي الألـبــاب و الـرَّشَـــــد ِ
يـغــوص فـيـهــا الـلـيـالــي ثـم يـخـرجـهــــــا
غــرّاءَ در ِ لـقـد فُـكَّــت مـن الـصَّـفَـــــــد ِ 21
تـفـســـيــر آيــة ِ قــرآن يَـهــِيــم بــهـــــــــــا
بـيــن الـقــراءات أو شــرح ٍ على الـزُّبـَد ِ 22
مـن مـنـبــع الـشـــرع قـد كـانـت هـدايـتــــه
وغـيـرَ نـبــع الـتـقــى الـمـحـمــود لم يَــــــرِدِ
أحـكـمــت رابـطــة َ الإســـلام تـنـصــرهــــــا
ولم تـَمِــل عـن تـعــالـيــم ولــم تَــحِـــــــــد ِ
وكـنـت َ سِـــلـكـا يـضـمّ الـمـخَـلـصـيـــــن إذا
هـبـت شِـــمـال ولــم تـســلـم من الحسـد
وبــات غـيــرك لا يـــرعـــى حـمـايـتـهــــــــــا
و أنـت مضنـى 23 بها إذ بتَّ في سَهـد ِ24
زيــنَ الـمـجــالـس قـد أوحـشــت سـاحـتـنـا
مـن لـلـمـجــالـــس والـحـفــلات بـعــد غـــد
قـد كـنــت فــارســـهـا بـل تــاج زيـنـتـهــــــا
فـمَــن يـقــوم بـهـذا الـمـنـصـب الـعـَضُد ِ 25
و إن يــومـــا يُـســـرُّ الـمســلـمــون بـــــــــه
فـذلـــك الـيـوُم مــن أيــامــــــك السّـــُعـــد ِ
جاس 26 الـفـرنسيس أرض الشام وانتهكوا
مـن حـرمـة الله مــا شـــاؤا على حَــرَد ِ 27
وثــارَ جِـلّــــــــَقُ أجــــبـــــــالا وأوديـــــــــــة ً
وشـبّـَت ِ الـنــار في الـبـيــداء و الـبـلـــــــــد
وقـمـت يــا حـســـنــا تـَفــري 28 الـعدو بمـا
آتـــاك ربـــك مـن عــون ٍ و مــن مــــــــــــدد
أبـلـيـــــتَ فـيـهــــم بـــــلاء كـلــــهُّ هــمــــم
ولــم تـَهـَب كـثــرة الأجـنــاد و الـعُـــــــــدَد ِ
يــا يــوم كـنــت َ أخـــا فـي الـنـائـبـات لـنــــا
وكـنـت إذ هَـبّـَت ِ الـنـكـبــا 29 بهم عضُــدي
حـتــى إذا فــرقَ الـنّـــَأيُ الـقـضـــاءُ بـنـــــــا
هـنــاك قـد قـطَّـعَ الــرَّيــبُ 30 المنـون يـدي
أبــقـيـتـنــي واحــدا ً فــردا ً بـــــــلا سَـــنَــد
يــا قــوم مــالــي ســوى الـجـبـار من سَنَد ِ
لا هُــــمَّ إن عِــدانـــا يــرصــدون لــنــــــــــــا
مـكــرا وكـيـدا فـكـن قـيــومُ ذي الــرَّصَــــــد ِ
الـديــن ديـنُـك فـــانــصــره وأنــت لـــــــــــــه
ومـن لـنـصـرتـــــه غـيـر ُ الـقــوي الـصّـَمــــد ِ
و إنّ فُــرقــة أحـبـابــي أشَــــدُّ عَـنـــــــــــىً
مـن طـعـنـة الــرمــح بين العنق و الكَتَد ِ 31
لـكـنـنــي قــد يـســـلـيـنـي و يــؤنســـنـــي
مـن قــد تـركــتَ مـن الأصحــاب و الـوَلـــــَد ِ
أبـقـيــت عَـبـدا إلى الــرحـمــن يـكـلـــــــــؤه
ربُّ الســـمــاء ويـحـمـيـه مـن الـنّـَكَــــــــــد ِ
و صـحـبـة ً أوفـيــا أوفَــوا بـعـهــدهِـــــــــــــمُ
مـن كــل صَـدق ٍ كــريـــم الأصــل مـُعـتَـمَــدَ
إنّ فــرق الـمــوتُ في الـدنـيـــا أيــا حـسـنـا
وغـبــت عـن أعـيـن أعـيـت مـن الــرَّمَــــــــد
ولــم أكــن حـيــن قــد نــاداك بــارئــنــــــــــا
وأصـبـحــت زفـــرات الـقـلــب فـي صُـعُـــــد ِ
و قـلــت لـبـيــك ســـبــاقــا ً لـطـُلـبـتــــــــــه
طـوعـا ً ومـالـَكَ عن ذي الـوجه من حَدَد 32
فـمـلـتـقـانـــا على حــوض الـنـبــي غـــــــدا
نُــروى هـنـيـئــــا لـنـــا مـن مـــائــه الـبَـــرد ِ
إن غـبــت َ تـحــت الـثّــَرى عـنّــَا أيـا حسنــا
فـــإن ذِكـــراك لـــن تُـنـســـى إلى الأبــــد ِ

شرح المفردات :
1- فراق 17- صاف السهم : مال عن هدفه
2- حزن شديد 18- الصلابة والشدة
3- في شدة 19- السَّدَدُ : القصد في القول والإصابة والوفق
4- شدة الخصومة 20- المضموم بعضه إلى بعض
5- الضماد : العصابة ، والضمد : شدة الغيظ 21- الوثاق
6- يسيل 22- الزبد : نظم في الفقه لأحمد بن رسلان الشافعي
7- عمده المرض : أضناه 23- مثقل
8- ذهب به صبري 24- في أرق
9- ضوء 25- القوي
10- يقال هوى لاعج : لشدة الحب 26- تردّدوا فيها
11- الصَّدَرُ : القرب ، والقصد ، والناحية 27- على غضب
12- الرمس : القبر : يعني داخل القبر 28- تقطع وتمزق
13- همة قعساء : ثابتة 29- النكباء : الريح والمراد : المصائب
14- جمع عتاد : العدة 30- ريب المنون : حوادث الدهر
15- الخطأ في القول والرأي ، والكذب 31- الكَتَد والكَتِد : مجمع الكتفين
16- ضابط للأمور يسمو لمعاليها 32- مالك من بُدّ ٍ
*-يشير الشيخ بشعره الى ابن الشيخ حسن ألا وهو الشيخ عبد الرحمن حبنكة.
* - محمود هو الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الذي توفي في صباح اليوم التالي من وفاة الشيخ حسن حبنكة
[القصيدة مع شرحها موجدان على موقع معهد الفتح الإسلامي]
اللهم فرج عن أهل الشام وعامة أهل الإسلام، ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar