Kata-kata penuh Makna dari Imam Rabbaniyyah al-Mujaddidiyyah

بين يدي البحث

( 1 )

في خِضَّمِ رحلة الحياة الإنسانية بينه وبين نفسه يتساءل : من أين جيت إلى الدنيا وإلى أين أسير وماهو المصير ؟

ونسي هذا الإنسان الظالم لنفسه أن الله تعالى اصطفاه ليوقع عن الله حين يكون عبدا خالصا العبودية لله رب العالمين، وهذه المرتبة الرفيعة لا يشاركه فيها أحد، ولا يرقى إلى أعتابها مخلوق سواه، إنها الخلافة عن الله عز وجل في الأرض، بل في  هذا الكون مترامى الأطراف، قال الله تعالى :

على أن هذه المسؤولية لا يكتمل نصابها ولا تؤدي غرضها إلا يوم يتعانق قلب المرء و عقله معا في الحياة الإنسانية في ضفير واحد ليشكل معا نهر الحياة الحرة الكريمة.....

من منطلق هذه المسؤلية تأتي العناية بالتزكية تزكية النفس الإنسانية. فالتزكية أمر ضروري لا تستقيم الحياة الإنسانية بدونه، فهي مقام الإحسان في وحدة الشهود

وأود أن أتساءل : ماهو الضَّامن للإنسان ألا ينحرف في سلوكه عن الاستقامة ؟

أهو العلم ؟

فالعلم وحده غير كافٍ لزرع الخشبة لله في القلب، فكم من عالم يعلم علم اليقين مضار الدخان بل ويدرِّس ذلك ثم يدخن ؟ّ! وكم من طبيب يعلم العلم اليقين مضار الخمرة ثم هو يعاقرها....

أجل؛ ما الذي يُربي في الإنسان ملكة الوازع الذي يقدر أن يقول لما يحبه ويشتهيه من المآثم : ( لا ) لشيء إلا لأنه حرام عند الله ؟

ما الذي جعله الصحابية تقول : فأين الله ؟

وما الذي جعل أرمانوسة بنت المقوقس ترحل من مصر إلى المدينة المنورة وتصل عذرا ما رأى منها مرافقها قُلامة ظفر ؟!

وما الذي جعل صحابياً واحداً بمفرده يأتي بكنوز كسرى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من نهاود إلى المدينة المنورة فيبكى عمر على ما رأى من أمانة جنوده فقالوا له : " يا أمير المؤمنين عفَفْتَ فعفت الرعية. "...

إنه وازع التقوى لأولي الألباب :

إنها ( لا ) العظمة الإنسانية، وهل هنالك مثل ( لا ) برهاناً على عظمة النفس في أرقى مراقي عفتها؟!

( 2 )

وقفت ملياً وأنا أخط هذه الكالمات بين يدي وليد جديد، وقفت وأنا أراجع نفسي، وقد عوَّدت نفسي النقد والمراجعة، هل نحن على صواب في المنهج ؟ أم نحن تائون ؟!

أود أن أقولها على استحياء ولو كلفني ذلك الكثير...

جاء في الرسالة الأرسلانية للإمام المجاهد الشيخ أرسلان الدمشقي رحمه الله ورضي عنه :

ومعنى كلامه : (( أي إن الناس تركوا عبادة الله وعبدوا العقل )) في الأعم الأغلب أي تركوا طاعة الله وأطاعوا العقل، فتاهو وذلك هو الضلال المبين... ويأتي دور الربانيين ليجددوا في الناس حقيقة العبودية لله رب العالمين، فيُبعيدهم عن أوحال الشرك الخفي ويردوهم إلى ينابيع الحكمة وحقائق المعرفة، ويرجوا بالعقل إلى حجمه الحق كما قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله ورضي عنه : " العقل : كشاف "، فالكنز الحق إنما هو الشرع، والعقل كشاف له، وذلك هو الحق وليس بعد الحق إلا الضلال...

( 3 )

اللهم غَفْرًا؛ فلقد استبد بي القول فقلت ما قلت وهو فاتحة لوليد جديد هو كتابي هذا؛ جمعت فيه ما ورد في كتاب الله و صح في سنة المشرفة من الأذكارانتقيتها ومعياري فيها منهج المحدَّثين حصراً فجاء كتاباً جامعاً مانعاً غرةً من غرر السنة المشرفة الصحيحة وكلها غرر ودرر...

( 4 )

أما بعد ؛

فهذه باقات وأضاميم تحمل عطر الياسمين وعبق الزنبق الورد أضعها بين يدي إخواني وأبنائي المتوجهين للنهضة الروحية الطامحين بجيل كجيل الصحابة وكبار التابعين رضوان الله عليهم، علَّها تكون ورقة عمل إن شاء الله فتتحول الأقوال إلى أعمال والأعمال إلى أحوال... وما أحلى البيان الإلهي إذ يقول ؛

صدق الله العظيم