بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الموفق بن بركة
رَوَى الموفق بن
بركة أن أحد المثقفين قال له :
مابالنا الذين
شُبَه إلى العالم و الثقافة افتقدنا فى الأعم الأغلب أعزَّ مانصبر إليه ألا وهو
موقع الرِّيادة في العَالم العربي والإسلامي ؟ فلم يعد لكلامنا سوق قائمة ولا
أنصار، ولم تَعُدِ الشعوب تكثرت بنا ولا بكلامنا، وصاربيننا وبين جمهور من الناس
بون شاسع ، فكان الناس يُفَقِّهُون ويهِّهون لنا إذا برزنا إليهم، فما عادوا
يأسبون لنا ولا يستمعون إلينا، وانتشرت بين الناس ثقافة الخبز بدلا من ثقافة
الفكر، حتى الكتب لم يعيدلها سوق رابحة، فأصحاب المكتبات العامة يُعاونون من قلة
القراء، ويكادون يعلنون الِإفلاس لولا الإعلانات التي أَسعفتهم، فالحديث اليوم عن
الرغيف هو حديث الشارع وما سوى ذلك تَتَبع له في أغلب الأحيان، وهذا يهدد المجتمع
العربي والإسلامي بإفلاس العقل وافتقاد النخبة، زد على ذلك أزمة التزييف العلم
بالشهادات المزوَّلة التي أضحت تجارةً راغبة ذات السوق نافقة، فلا ضرورة ولا حاجة
إلى أن تكد عقلك بالتعلم و الجلوس على الركب بالمثافنة أمام الأساتيذ و الرحلة في
طلب العلم، فهذا كله أصبح من مخلَّفات الماضي، بل حسبك بضعة ألوف من الدلارات
تجمعه من حلال أو حرام، ثم تذهب إلى دكا كسبه كتبوا عليها اسم جامعات من الدرجة
العاشرة بعد المائة فتجد من يكتب لك البحث ويطبعه ويُجلدِّه ويكتب اسمك الشريف
عليه بالمُذْهب، ثم تقدمه في حجرة مغلقة
على استحياء في عمر ثقافي فاضح حتى تموت شهادة زور...
ثم يقول هذا
الباحث المثقف ؛
إن هذا الرجل
وأمثاله يُفْرَش لهم السجاد الأحمر ليتولَّوا المناصب العلمية الرفيعة في بلادهم، ولُيصبحوا المسؤولية عن العلم والثقافة
من حيث بِضْعَ العلماء الحقيقيون في بيوتهم يكتبون ويؤلِّفون ويبتكرون لهرائق
للعلم الصحيح، ولكنَّ من حولهم لم يعترفون بهم فُصتمِّ عليهم ووُضع فوقهم من
لايصليحون خدما لهم، وهؤلاء المزيَّفون من المثقفين هم أصحاب القرار في ميدان
العلم و الثقافة في أغلب الأحيان وكثير من البلادان...
قال الموفق بن
بركة ؛ فقلت له ؛
هوِّن عليك ياهذا
؛ فالدنيا لا زالت بخير، فهنالك من لا يزال ملتزماً بالجذور وإن كانوا اليوم قلة ،
لكن فيهم خير كثير، فهم رُوَّاد النهضة القادمة المرجوَّة للأمة العربية
والإسلامية، وهم الذين لازالت شُهَد إليهم المرجعية الأولى في عالَم الفكر والعلم
والثقافة، وهم عُمُد الحضارة العربية الإسلامية المعاصرة، وأما من عداهم من
الزعانف الذين قدَّمتهمْ السياسة المحلية الزائفة فهؤلاء زَبَد ، وهو في طريقهم
إلى الزوال كما قال تعالى فِي التنزيلِ : ( فأما الزبد فيذهب جُفَاء وأما ماينفع
الناس فيمكث في الأرض ) صدق الله العظيم
*** *** ***
( 2 )
قال له صاحبه وهو
يحاوره
وكيف ؟ وقد وسخت
أفكار في أذهان الشَّبية الناهضة غربيةٌ عن العروبة ولإسلام بل وبعيدة عن الشرق وعاداته
وتقاليده وذلك مما يُسمَّى بالاستغراب ؟ وهي مفاهم عجيبة ماكنا نسمعها من قبل،
فلقد كان الناس إِما من الإسلاميين في التفكير والمنهج وإِما من الملاحدة كالماركسية
وأشباههم أو من القومين أصحاب النزعة القومية الوثنية التي لا ترضى أبداً بالإسلام
ضفيراً للعروبة... هذه أبرز النزعات
الفكرية السائدة في القرون الخوالي الأخيرة.
أما أن يأتي إن ن
عربي وله اسم إسلامي فليجِّد الاحتلال اليهودي الصهيوني لفلسطين ويستنكر لدينه ولأمته وللتاريخ، ثم مزيد الطين سلبة فيذهب
فيمدح المختل هذا يُبرئه وينادي بفكره ويجعل من هذا الفكر اليهودي و الصهيوني
المختل أية عزة ومختار، يدوس بذلك
جَمَاجِمَ أمته في
زعمه وحاشا لهم ذلك با هو المُدَاس عيه، أقول ؛ إنه هذا الإفك من القول والسُّخفَ
في العقل والانحطاطَ إلى مهاوي الرذيلة والهد السياسي هو مصيبةُ المصائب، وهي
مشكلةُ المشكلات، ومدلماتِ الخطوب ، وهي بعد أبراية النهاية...
*** *** ***
( 3 )
قال الموفق من
بركة حوله ؛
أترون اليوم جريمة
أفحش من اغتيال الذات ؟ ! !
لقد وصل أعداؤنا
وتمكنو منا ففعلو كلَّه يوم سبقناهم نحن إلى اغتيال ذاتنا وسلمناهم بأيدينا سكينا
وممددنا رقابنا فذبحونا ليسكننا ليس ذبحًا جسدًا فحسب بل اغتيالاً فكريا وثقافيًا وعليهما ممتهحاً
سبق الاحتلال العسكرى فجاء المحتل الغاصب إلينا فوجدنا بلاحصون، بل وجد وياللأسف
بَعْضُناَ يُؤهِّل به وسينظرها على مثل
جمرالعضى من السوق، ويرى وجوده بيننا ليذبح وجودنا بركةٌ ومِنَّة من الله يجب شكرها وهذه هي الهزيمة ...
تُرى فما هو السبب
الرئيس الذي أوصلنا إلى الهزيمة من أول شرط أمام أعداءئنا اليهود الصهانية
المختسيبة ؟
إِنه الحالقة كما
قال عنها سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآليه وصحيه لا أقول تَحْلق الشعر
ولكن تحلق الدين )
إنه دائ التفرق
والنشر ذم والشازع كما قال تعالى في التنزيل ؛
( ولا تنازعوا
فتفشلوا وتذهب ريحكم ) صدق الله العظيم
فقال أحدهم للموفق
معترضاً عليه :
كيف تقول ماتقول؛
ونحن والحد لله جماعات مسلمة مجتمعون عى إقامة شعائر الدين من صلاة وصوم وزكاة وحج
وعبادات؛ إن في هذا الذي ذهبت إليه شيأً من
التطرف والغلو أليس كذلك ؟ !
فقال الموفق :
يا أخي؛ إن إقامة
شعائر الدين ليست معيارً فهذا مما يشترك فيه المملوك جميعاً، ولكنْ أنه صادق فيما
يفعل ؟! أو فيما يقول؟!
كل أمة إمام في
هذا العصر تقتدي به وتطيعه، فمن هو الإيمام في عصرنا هذا ؟
وإذا افترقت
الإمامة الزمانية عن الإمامة الدينية الإسلامية في عصرنا هذا في أغلب أمصار
المسلمين لاعتبارات شتى. فلابد من إقامة الإمامة الدينية الإسلامية وهذا واجب شرعي
علمى المسلمين أن يبايعوا في دينهم إماماً من علماء المسلمين الأكفاء، ولا مانع أن
ينعدد الأئمة بتعدد الأمصار فيكون لكل عصر إمام لى كما كان الأمرفي زمن سلفنا
الصالح والقرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرة شريطة أن يجتمع هؤلاء الأئمة المحبون
فيبايع إماماً واحداً في أمور دينهم اسمه : ( الإيمام ) أو ولي المسلمين ) عملاً
بقوله تعالى ( و أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) صدق الله العظيم، فولي
أمر لدينا هو السلطان أو رئيس الدولة، وولي أمر الدين هو ( الإمام ) وهذا معنى قول
من قال من العلماء في شن الحقيقة الزاهرة :
( الإمام والسلطان
أخوان توأمان لا يصح أحدهما بدون الآخر فالإسلام أُسُّس وسلطان حارس ومالا أسس لم
ينهدم ومالا حارس له يضيع ) ! هــ
Tidak ada komentar:
Posting Komentar